سيصل رئيس الوزراء ناريندا مودى، غدا السبت، إلى القاهرة في زيارة رسمية، قادمًا من الولايات المتحدة، في الفترة 24-25 يونيو، وذلك بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، والتي تأتي في ضوء ما تشهده العلاقات بين نيودلهي والقاهرة من طفرة غير مسبوقة على كافة الأصعدة.
في وقت سابق، قال رئيس الوزراء مودي “كان من دواعي سرورنا أن نستقبل الرئيس السيسي كضيف رئيس في احتفالاتنا بعيد الجمهورية هذا العام. وتمثل هاتان الزيارتان في غضون بضعة أشهر فقط انعكاسًا لشراكتنا سريعة التطور مع مصر، والتي ارتقت إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية” خلال زيارة الرئيس السيسي”.
وتابع قائلاً: “إنني أتطلع إلى إجراء مناقشات مع الرئيس السيسي وكبار أعضاء الحكومة المصرية لإضفاء مزيد من الزخم على شراكتنا الحضارية ومتعددة الأوجه. كما ستتاح لي الفرصة للتفاعل مع أعضاء الجالية الهندية النابضة بالحياة في مصر”.
وتعد زيارة رئيس الوزراء مودي، التى تستغرق يومين، هي الأولى من نوعها إلى مصر منذ توليه مهام منصبه عام 2014م. ومن المقرر أن يعقد مودي، خلال الزيارة، سلسلة من الاجتماعات مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، كما سيلتقى بأعضاء الجالية الهندية في القاهرة.
ومن المثير للاهتمام أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يقم بزيارة مصر بعدُ، بعد وصوله إلى السلطة في عام 2014م. وكان من المقرر أن يقوم بزيارة القاهرة في شهر مارس عام 2020م، ولكن تم تأجيل هذه الزيارة بسبب جائحة كوفيد-19.
وقام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بثلاث زيارات إلى نيودلهي – في أكتوبر 2015م للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا في نيودلهي، وقام بزيارة رسمية في سبتمبر 2016م، وزار الهند في شهر يناير من العام الجاري، كضيف الشرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الـ74، عندما ارتقت الدولتان بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي.
اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء مودي يزور مسجد الحاكم خلال جولته إلى مصر
كما تمت دعوة مصر كـ”دولة ضيف” خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين في 2022-2023م.
وتسلط زيارات السيسي الرسمية إلى الهند وزيارة رئيس الوزراء مودي إلى مصر الضوء على العلاقات الحميمة والودية بين البلدين التي تتميز بالروابط الحضارية والثقافية والاقتصادية والعلاقات عميقة الجذور بين شعبي البلدين.
وتستند العلاقات متعددة الأوجه على القيم الثقافية المشتركة، والالتزام بتعزيز النمو الاقتصادي، والتعاون في مجالات الدفاع والأمن والتقارب حول القضايا الإقليمية والدولية. ويعمل البلدان بشكل وثيق في منصات دولية ومتعددة الأطراف.
وخلال المحادثات في يناير، والتي تضمنت جلسة مغلقة، سلط الزعيمان الضوء على أنه في حين هناك زيادة كبيرة في التدريبات المشتركة وبناء القدرات بين الجيشين على مدى السنوات القليلة الماضية، هناك حاجة إلى تعزيز التعاون بين الصناعات الدفاعية وتعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
ونظرًا لأن الهند تعمل باستمرار على تنمية قدرتها على تصنيع تقنيات وأنظمة حديثة ومتطورة في قطاع الدفاع في إطار مبادرة “الهند المعتمدة على ذاتها”، فإن مصر تعد واحدة من عدة دول حافظت على اهتمامها بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز “تيجاس” هندية الصنع، لقواتها الجوية.
وأكد السيسي مرارًا أن بلاده تعتز بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطها بالهند وتطمح إلى تفعيل الشراكة “بما يتناسب مع قدراتهما في جميع المجالات”.
وأبدت الشركات الهندية اهتمامها بالاستثمار في مصر خاصة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة الواقعة في خليج السويس شمال غرب البحر الأحمر.
وسجّلت التجارة الثنائية بين الهند ومصر رقمًا قياسيًا بلغ 7.26 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية 2021-2022م. وكانت التجارة متوازنة إلى حد ما، حيث بلغت قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.74 مليار دولار، بينما بلغت قيمة واردات الهند من مصر 3.52 مليار دولار.