حافظت الهند وجمهورية تنزانيا المتحدة على علاقة قوية وودية على مر السنين. ويلتزم كلا البلدين بتحصين علاقاتهما في السنوات المقبلة. وتمشيًا مع هذا الهدف، قامت رئيسة تنزانيا سامية صولوحو حسن بزيارة رسمية إلى الهند في الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر 2023م.
وترأست الرئيسة سامية صولوحو حسن، خلال هذه الزيارة، وفدًا متميزًا يضم جانواري ماكامبا، وزير الشؤون الخارجية، إلى جانب ممثلين عن مختلف القطاعات وكبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجتمع الأعمال التنزاني.
أجرت رئيسة الهند، دروبادي مورمو مع نظيرتها التنزانية مناقشات ثنائية واستضافت مأدبة رسمية على شرف الرئيسة حسن. كما أجرى رئيس الوزراء ناريندرا مودي وسامية صولوحو حسن محادثات ثنائية رسمية في جو دافئ وودي، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الزعيمان بالعلاقات الوثيقة والمتناغمة والتعاونية القائمة، معترفين بأن الهند وتنزانيا شريكان ثابتان توحِّدهما القيمُ والمثل المشتركة التي تم تطويرها على مدى سنوات عديدة. وشدّد الجانبان على أن زيارة رئيس الوزراء مودي إلى تنزانيا في يوليو 2016م عزّزت التعاون التنموي بشكل كبير.
كما استذكر الزعيمان الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار للمشاركة في رئاسة اللجنة المشتركة العاشرة للتعاون الاقتصادي والتقني والعلمي.
وشاركت الرئيسة سامية صولوحو حسن في منتدى الأعمال والاستثمار الهندي التنزاني، حيث ألقت كلمة رئيسة أمام مجتمعي الأعمال الهندي والتنزاني. كما عقدت أيضًا اجتماعات فردية مع قادة الأعمال الهنود البارزين.
وفي محاولة لتحصين العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، أعلن الزعيمان عن الارتقاء بالعلاقات الهندية-التنزانية إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”. وأكدا أن هذه الشراكة الاستراتيجية من شأنها أن تسهل الجهود المشتركة في قضايا مثل الأمن البحري والتعاون الدفاعي والشراكة التنموية والتجارة والاستثمار وغيرها.
وبالإضافة إلى ذلك، وقّع الجانبان ست مذكرات تفاهم تغطي مجالات مثل تبادل الحلول الرقمية الناجحة للتحول الرقمي، وتبادل معلومات الشحن، وبرامج التبادل الثقافي، والتعاون الرياضي، وإنشاء منطقة صناعية في تنزانيا.
وأعرب الجانبان عن رضاهما عن المستوى المتزايد من المشاركة السياسية الثنائية والحوار الاستراتيجي بشأن القضايا الإقليمية والعالمية، بما فيها رؤية منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وشدّدا على أهمية تنزانيا في رؤية الهند لـ”الأمن والنمو للجميع في المنطقة” بسبب تجارتهما التاريخية وروابطهما الشعبية كجارتين بحريتين. وبالإضافة إلى ذلك، رحَّبَا بمشاركة تنزانيا في تدريبات الهند السنوية للمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث لتبادل الخبرات في إجراء عمليات الإنقاذ والإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية الكبرى.
وأعرب الزعيمان عن رضاهما عن الاجتماع الثاني الناجح للجنة التعاون الدفاعي المشتركة الذي عُقد في أروشا في يونيو عام 2023م، والذي أسفر عن خارطة طريق مدتها خمس سنوات للتعاون الدفاعي بين البلدين.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري في منطقة المحيط الهندي. وأعرب الجانب التنزاني عن حرصه على التعاون مع حكومة الهند في مجال الاقتصاد الأزرق، بما في ذلك السياحة والتجارة البحرية والخدمات والبنية التحتية والبحث العلمي البحري وقدرة التعدين في قاع البحر والحفاظ على المحيطات والسلامة البحرية والأمن. وتعهدت كل من الهند وتنزانيا بالتعاون في إطار رابطة حافة المحيط الهندي لضمان منطقة المحيط الهندي سلْمية ومزدهرة ومستدامة.
وأكد الجانبان التزامهما بزيادة حجم التجارة الثنائية ووجَّها مسؤوليهما لاستكشاف مجالات تجارية جديدة. كما اتفقا على تنسيق بيانات حجم التجارة وتعزيز التجارة الثنائية من خلال مبادرات مثل زيارات وفود الأعمال والمعارض والتفاعل مع مجتمعات الأعمال.
فتمثل الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة سامية صولوحو حسن إلى الهند علامة بارزة في الصداقة الدائمة بين البلدين. وأكدت الزيارة من جديد التزام الهند وتنزانيا بتعزيز شراكتهما متعددة الأوجه والارتقاء بها إلى مستوى “الشراكة الإستراتيجية”. ولا تعمل هذه الشراكة على تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل تفتح آفاقًا جديدةً للتعاون تشمل مجالات مثل الأمن البحري والتعاون الدفاعي والتجارة والاستثمار.