أشاد الباحث والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري، خلال مقابلة أجرته معه وكالة إيه إين آي للأنباء يوم الجمعة، بالسياسة الخارجية المستقلة للهند، مشيرًا إلى أنه معجب بكيفية احتفاظ نيودلهي بمصالحها الوطنية في المقام الأول وعدم الخضوع لضغوط القوى الغربية أو الشرقية عندما يتعلق الأمر بتشكيل سياسات الشؤون الخارجية.
وقال الأنصاري: “أحد الأمور التي أود أن أذكرها هو الأمر الذي أعجبني أكثر فيما يتعلق بالوجه الجديد لسياسات الشؤون الخارجية للهند. إنها حقيقة أنهم لا يتبعون ما تريده الدول الغربية أو الشرقية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر شجعته المملكة العربية السعودية بالتأكيد لأننا نؤمن بالسيادة ونمارسها كما تفعل أي دولة حرة أخرى”.
وتحدثًا عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا وموقف الهند من نفس القضية، أكّد الأنصاري أن كلاً من الرياض ونيودلهي تعتبران نفسيهما مساويتين.
وقال الأنصاري: إنه في هذا الوقت، لا يريد أي من البلدين تصعيد النزاعات، وبدلاً من ذلك، يعمل الجميع على جلب الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات، وهو أمر أساسي ومهم بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها قلب العرب والعالم الإسلامي، وكذلك الهند التي “تعتبر أحد القوى العظمى في العالم”.
وأضاف الأنصاري “أعتقد أن المملكة العربية السعودية والهند، كلتيهما تعتبران نفسيهما مساويتين، بدلاً من الانحياز إلى جانب في هذا الصراع الروسي الأوكراني. وليس هناك شك في أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان خطوة كارثية. وليس هناك شك في أن معظم دول العالم عارضت هذه الخطوة، وأعربت المملكة العربية السعودية والهند عن مخاوفهما في هذا الصدد. ولكن في نفس الوقت، لا نريد أن نكون في موقف نتحيز فيه إلى جانب، لأنه في هذه اللحظة الحرجة لا داعي لمزيد من التصعيد. كل ما نبحث عنه هو خفض التصعيد والحكومة الهندية هي وسيط رئيس للسلام في هذا الصراع”.
وردًا على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة، قال المحلل السعودي إنه رأى وجهة نظره عندما تحدث الزعيم الروسي عن استفزازات الغرب وتوسيع الناتو، مضيفًا “نحن نفهم هذه الأشياء، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكننا اعتبار هذه الاستفزازات مبررًا لذلك الغزو واسع النطاق”.
وحول الاضطراب في سلسلة التوريد العالمية، بما في ذلك النفط والمواد الغذائية، أشار الأنصاري إلى أنه ليس من مصلحة السعودية ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط.
وأوضح الأنصاري “المملكة العربية السعودية مهتمة للغاية بوجود سوق نفط مضمون ومستقر وليس من مصلحتنا أن يكون لدينا أسعار مرتفعة أو منخفضة. لذلك، تم نقل ذلك بالفعل وإظهاره من خلال قرار أوبك وقرارات أوبك بلس وفي نهاية اليوم، فإن الاقتصاد الهندي والاقتصاد السعودي، أعتقد أنه على مدار العقد المقبل وعقدين وثلاثة عقود بعد ذلك، سيكونان دائمًا مرتبطين بطريقة متناغمة حيث نكمل بعضنا البعض بطريقة يمكن أن تبني اقتصاداتنا”.
وحول العلاقات الثنائية المزدهرة بين الرياض ونيودلهي، قال الأنصاري إنه سعيد برؤية التقدم الذي أحرزه البلدان في مختلف المجالات وإن العلاقات السعودية الهندية “مهمة للغاية للسلام العالمي والازدهار الاقتصادي”.
وأضاف سلمان “أنا سعيد للغاية برؤية التقدم (في العلاقات الثنائية) في العديد من المجالات. وفيما يتعلق بالعلاقة السعودية الهندية، ليس هناك شك في أنها علاقة تاريخية، فنحن لا نتحدث عن بضع مئات من السنين من العلاقة. نحن نتحدث عن أكثر من 2000 عام من العلاقة بين العرب والحضارة الهندية”.
وذكر الأنصاري “أنه تمت دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للتحدث في اجتماع مجموعة العشرين هنا، وإنهم ناقشوا جنبًا إلى جنب مع وزير الشؤون الخارجية جايشانكار في نيودلهي، القضايا الرئيسة، بما فيها النزاعات العالمية وسياسة الطاقة فيما يتعلق بتغير المناخ والعديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. لذا أعتقد أن العلاقة السعودية الهندية مستمرة في المسار الصحيح”.
اقرأ أيضًا: السعودية تكثف حملتها لجذب السياح الهنود