Arabic News

الفيلم الوثائقي يكشف عن قصة الإبادة الجماعية المنسية في بنغلاديش

كشف الفيلم الوثائقي الذي قامت بإعداده منظمة الدفاع العالمي عن حقوق الإنسان (GHRD) خلال فعاليات مهرجان أفلام حقوق الإنسان في لاهاي، بالتفصيل عن الإبادة الجماعية الوحشية التي ارتكبتها القوات المسلحة الباكستانية في بنغلاديش والتي ما زالت تطارد البلاد حتى بعد أكثر من نصف قرن.

واكتسبت الإبادة الجماعية اهتمامًا متجددًا مع مرور خمسين عاما على حدوثها في عام 2021م. ونشرت مجلة “بيتر وينتر” (Bitter Winter) سلسلة من ثمانية مقالات للتعمق في هذه المأساة. وأكد نيرمال روجاريو، زعيم الجالية المسيحية في بنغلاديش والرئيس بالنيابة لمجلس الوحدة المسيحية البوذية الهندوسية في بنغلاديش، على الحاجة إلى العدالة والاهتمام الدولي بهذا الجانب.

ونقلت صحيفة “دكا تريبيون” عن روجاريو قوله “حدثت إبادة جماعية، ومع ذلك لم تكن هناك أي محاكمة. لذا نريد المحاكمة والعدالة واهتمام المجتمع الدولي”.

ويقدّم الفيلم الوثائقي ومدتها 41 دقيقة، الذي قامت بإخراجه لينا بورشاردت والذي يعرض شهادات من الناجين ولقطات أرشيفية من متحف حرب التحرير في دكا، استكشافًا قويًا للإبادة الجماعية. وعُرض الفيلم لأول مرة في الدورة الثانية للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في لاهاي في 30 يونيو 2023م، وكان له صدى لدى الجماهير المعنية بالتمييز والاضطهاد العالمي، حسبما ذكرت دكا تريبيون.

وأدّى الفيلم الوثائقي دورًا رئيسًا أيضًا في الحدث الذي يحمل عنوان “الإبادة الجماعية المنسية: بنغلاديش 1971”. واستضافه حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي في بروكسل في يوليو من هذا العام. وأبرز العرضُ أهميةَ معالجة المأساة التاريخية والسعي لتحقيق العدالة للضحايا.

ووفقًا لدكا تريبيون، يمكن إرجاع جذور الإبادة الجماعية إلى تداعيات استقلال الهند عن بريطانيا في عام 1947م عندما خضعت شبه القارة الهندية لتقسيم عنيف على أسس دينية.

وأصبحت منقطة شرق باكستان (بنغلاديش الآن) منطقة منفصلة، وتصاعدت التوترات بين غرب باكستان وشرق باكستان.

أطلق الجيش الباكستاني، بدعم من الجماعات الإسلامية المتطرفة “عملية الكشاف” في شرق باكستان، مما أشعل حرب تحرير بنغلاديش أو حرب الاستقلال. وأفادت دكا تريبيون بأن رجال “موكتي باهيني” قاتلوا الجيش الباكستاني والميليشيات الإسلامية المحلية المعروفة باسم “رَضَاكَار” (متطوعين).

وخلال الحرب التي استمرت تسعة أشهر، حدثت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذابح للمدنيين، وتفجيرات عشوائية، وهجمات على مجتمعات الأقليات.

ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على قصص الشجاعة لأفراد تحملوا العنف وقاوموه. وتشارك ميجنا جواثاكورتا، التي فقدت والدها في الأيام الأولى من الحرب، روايتها الشخصية للفظائع التي شهدتها. وكانت محنة الأقليات، بمن فيهم المسيحيون والهندوس والبوذيون، قاسية بشكل خاص مع عمليات القتل المستهدفة والتشريد القسري.

ويكشف هذا الفيلم الوثائقي عن مدى الإبادة الجماعية والجهود المنهجية المنتظمة لمحو الهوية الثقافية لبنغلاديش. وأفادت دكا تريبيون بأن الإسلاميين الباكستانيين هدفوا إلى فرض حكمهم الاستبدادي وقمع أي شخص لا يتوافق مع نسختهم المتطرفة من الإسلام.

كما كشف الفيلم الوثائقي عن استخدام الاغتصاب كسلاح حرب والوصم اللاحق الذي يواجهه الناجون في المجتمع البنغلاديشي. وسلطت شيرين حق، ناشطة في مجال حقوق المرأة، الضوء على التحديات التي تواجهها النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي، وعدم وجود مبادرات حكومية لمعالجة هذه القضية.

كما يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على “biranganas” النساء اللواتي اغتصبهن الجيش الباكستاني ورضاكار (متطوعون). ولقد ضحّت هؤلاء النساء الشجاعات بأنفسهن من أجل شعبهن وتم الاعتراف بهن رسميًا على أنهن “بطلات حرب”. في حين، فإن وصمة عار الاغتصاب في المجتمع البنغلاديشي حالت دون تقدم العديد من الناجيات، مما جعل من الصعب الحصول على إحصاء دقيق للضحايا، بحسب ما ذكرته دكا تريبيون.

ويؤكد الفيلم الوثائقي على الحاجة إلى العدالة والمحاسبة ويدعو إلى محاكمة أفراد الجيش الباكستاني المسؤولين عن الفظائع في المحكمة الجنائية الدولية.

ويعتبر الفيلم الوثائقي بمثابة تذكير بأهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية والسعي لتحقيق العدالة لفظائع الماضي. ومن خلال معالجة هذه القضايا، يمكن أن تعزز البلدان العلاقات الدبلوماسية الجيدة إلى جانب تعزيز حقوق الإنسان والمساءلة، حسبما أفادت دكا تريبيون.

مواد مقترحة