نيودلهي: ماهوا فينكاتيش
سيكون ميناء ماتارباري البحري العميق، والذي هو قيد الإنشاء حاليًا في بنغلاديش، عاملا لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة لأنه سيفتح الربط مع شمال شرق الهند، وخاصة مع ولاية تريبورا، إلى جانب نيبال وبوتان غير الساحلية. وبالنسبة إلى اليابان، فإن شمال شرق الهند محط الأنظار منذ وقت. وقد أبدت اليابان حاجة ملحة إلى بناء سلسلة توريد متكاملة وموسعة في المنطقة حيث تخطِّط لتعزيز وجودها وزيادة الاستثمارات.
وفي الوقت الحاضر، تعمل حوالي 350 شركة يابانية فقط في بنغلاديش، ولكن بمجرد تكامل المنطقة، يمكن أن تنمو التجارة والاقتصاد.
ويتم تطوير الميناء الواقع في كوكس بازار بشكل أساسي من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي تحت مراكز النمو الصناعي لخليج البنغال.
وقال تاكاشي سوزوكي، المدير العام لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية (جنوب آسيا) لإنديا ناريتيف في وقت سابق: “إن اليابان تريد اتصالًا أفضل بين شمال شرق الهند وبنغلاديش للاستفادة من نقاط القوة لدى كل منهما”.
وسلّط رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، خلال رحلته إلى الهند، الضوء أيضًا على أهمية تعزيز الاتصال في منطقة شمال شرق الهند الغنية بالموارد ولكنها غير مستغلة نسبيًا، لتطوير سلاسل توريد عالمية قوية.
وأشارت المؤسسة البحرية الوطنية في دراسة إلى أن الاتصال سيفتح آفاقًا للمساعي التعاونية بين الدول مع تشجيع الشراكات عبر قطاعات متعددة بما في ذلك البنية التحتية والسياحة والاندماج الثقافي وبالطبع الخدمات اللوجستية والتجارة، مضيفة “أن إنشاء شبكة تجارية إقليمية سلسة يضع الأساس للرخاء المشترك والتنمية المستدامة، مما يعود بالنفع في نهاية المطاف على جميع الدول المشاركة”.
وبمجرد تشغيل ميناء ماتارباري البحري العميق، يمكن توجيه عدد كبير من المواد التي يتم تداولها حاليًا عبر ميناء هالديا، عبر ماتارباري، مما يخفّف الحمل على ميناء واحد. والأهم من ذلك أن ماتارباري سيكون قادرًا على التعامل مع الشحنات الأكبر حجمًا أيضًا.
كما يسمح المشروع للهند بموازنة الصين التي تعمل بقوة على تعزيز نفوذها من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات. وقال أحد المحللين إن “ميناء ماتارباري استراتيجي. وسيعزز الاتصالَ ولكنه يمنح كلاً من الهند واليابان فرصةً كبيرةً لموازنة نفوذ الصين المتزايد”.
وبحسب موقع “Maritime Gateway” فإن مشاركة اليابان في بنغلاديش لتطوير الاتصال تسير جنبًا إلى جنب مع مسعى الهند التي تقوم بتحديث ميناء مونغلا وشبكات نقل الطرق والطاقة وخطوط السكك الحديدية والممرات المائية الداخلية، من بين أمور أخرى، في الدولة المجاورة.
وفي العام الماضي، بدأت عمليات إعادة شحن البضائع بين كولكاتا إلى الشمال الشرقي عبر ميناء مونغلا في بنغلاديش، مما يمثل حقبة جديدة في الاتصال بين نيودلهي ودكا.
وتعتمد نيبال وبوتان، الدولتان غير الساحليتان في المنطقة، على الهند وبنغلاديش للوصول إلى الموانئ. وإن ميناء ماتارباري لن يجلب مزايا اقتصادية كبيرة لبنغلاديش فحسب، بل يحمل إمكانات كبيرة للدول غير الساحلية المجاورة مثل نيبال وبوتان، حسبما ذكرت المؤسسة البحرية الوطنية.