Arabic News

ما أهمية الزيارة المتوقعة لرئيس الوزراء مودي إلى القاهرة هذا الشهر؟

رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية)

من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارة مصر، -هي قوة إقليمية وواحدة من أكبر الشركاء التجاريين للهند في إفريقيا- في وقت لاحق من هذا الشهر أثناء عودته من واشنطن.

من المقرر أن يستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن رئيس الوزراء مودي في زيارة دولة رسمية، والتي ستتضمن مأدبة عشاء رسمية في 22 يونيو.

ومن المرجح أن يزور رئيس الوزراء مودي القاهرة، أثناء عودته من الولايات المتحدة، حيث تستمر الهند في وضع شراكة قديمة بين اثنتين من أقدم حضارات العالم على مسار جديد.

ومن المثير للاهتمام أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يقم بزيارة مصر بعدُ، بعد وصوله إلى السلطة في عام 2014م. وكان من المقرر أن يقوم بزيارة القاهرة في شهر مارس عام 2020م، ولكن تم تأجيل هذه الزيارة بسبب جائحة كوفيد-19.

وقام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بثلاث زيارات إلى نيودلهي – في أكتوبر 2015م للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا في نيودلهي، وقام بزيارة رسمية في سبتمبر 2016م، وزار الهند في شهر يناير من العام الجاري، كضيف الشرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الـ74، عندما ارتقت الدولتان بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي.

كما تمت دعوة مصر كـ”دولة ضيف” خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين في 2022-2023م.

تسلط زيارات السيسي الرسمية إلى الهند وزيارة رئيس الوزراء مودي المرتقبة لمصر خلال الأسابيع المقبلة الضوء على العلاقات الحميمة والودية بين البلدين التي  تتميز بالروابط الحضارية والثقافية والاقتصادية والعلاقات عميقة الجذور بين شعبي البلدين.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء مودي يجري مباحثات مع الرئيس المصري السيسي في نيودلهي

وتستند العلاقات متعددة الأوجه على القيم الثقافية المشتركة، والالتزام بتعزيز النمو الاقتصادي، والتعاون في مجالات الدفاع والأمن والتقارب حول القضايا الإقليمية والدولية. ويعمل البلدان بشكل وثيق في منصات دولية ومتعددة الأطراف.

وتنظر الهند إلى مصر باعتبارها محورا لتواصلها مع إفريقيا ومبادرة الجنوب العالمي التي بدأت بدبلوماسية اللقاح خلال جائحة كوفيد-19. وقد تسارعت بشكل أكبر بعد استضافة نيودلهي قمة الجنوب العالمي في يناير، وأعطت الهند صدى لصوت الدول النامية خلال رئاستها الحالية لمجموعة العشرين.

وخلال المحادثات في يناير، والتي تضمنت جلسة مغلقة، سلط الزعيمان الضوء على أنه في حين هناك زيادة كبيرة في التدريبات المشتركة وبناء القدرات بين الجيشين على مدى السنوات القليلة الماضية، هناك حاجة إلى تعزيز التعاون بين الصناعات الدفاعية وتعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية “رئيس وزراء الهند خلال جلسة المباحثات المغلقة مع السيد الرئيس أعرب عن تقدير بلاده الكبير للسيد الرئيس ولقيادته الحكيمة التي حافظت على الأمن والاستقرار ومؤسسات الدولة في مصر عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر حاليًا، وهو ما يجعل الهند قيادةً وشعبًا تتشرف بزيارة سيادته، كضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية موضحا أن تلك المشاركة تضيف طابعًا خاصًا ورونقًا لاحتفالات الهند”.

ونظرًا لأن الهند تعمل باستمرار على تنمية قدرتها على تصنيع تقنيات وأنظمة حديثة ومتطورة في قطاع الدفاع في إطار مبادرة “الهند المعتمدة على ذاتها”، فإن مصر تعد واحدة من عدة دول حافظت على اهتمامها بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز “تيجاس” هندية الصنع، لقواتها الجوية.

وأكد السيسي مرارًا أن بلاده تعتز بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطها بالهند وتطمح إلى تفعيل الشراكة “بما يتناسب مع قدراتهما في جميع المجالات”.

وأبدت الشركات الهندية اهتمامها بالاستثمار في مصر خاصة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة الواقعة في خليج السويس شمال غرب البحر الأحمر.

وسجّلت التجارة الثنائية بين الهند ومصر رقمًا قياسيًا بلغ 7.26 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية 2021-2022م. وكانت التجارة متوازنة إلى حد ما، حيث بلغت قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.74 مليار دولار، بينما بلغت قيمة واردات الهند من مصر 3.52 مليار دولار.

واستثمرت أكثر من 50 شركة هندية حوالي 3.15 مليار دولار أمريكي في قطاعات الاقتصاد المصري، بما في ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات والملابس والأعمال الزراعية وتجارة التجزئة وما إلى ذلك.

اقرأ أيضًا: الهند تتخذ خطوة أخرى لتعزيز العلاقات مع مصر

مواد مقترحة