يقوم وزير الشؤون الخارجية د. إس. جايشانكار بزيارة إلى مصر تستغرق يومين تبدأ اليوم السبت، حيث تواصل الهند وضع شراكة قديمة بين اثنتين من أقدم الحضارات في العالم على مسار جديد.
تأتي أول رحلة ثنائية لجيشانكار إلى الدولة الأفريقية بعد قرابة شهر من زيارة زميله ووزير الدفاع راجناث سينغ إلى القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
التقى جيشانكار أيضًا بوزير الخارجية المصري سامح شكري في نيويورك وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع وزير الدفاع راجناث سينغ في الـ 19 سبتمبر، أن مصر تعتز بالروابط التاريخية الوثيقة التي تجمعها بالهند، وتحرص على تعزيز مجالات التعاون الثنائي، وتطمح إلى تفعيل الشراكة “بما يتناسب مع إمكانياتهما في كافة المجالات”.
نظرًا لأن الهند تعمل باستمرار على تنمية قدرتها على تصنيع تقنيات وأنظمة حديثة ومتطورة في قطاع الدفاع في إطار مبادرة “الهند المعتمدة على ذاتها”، فإن مصر تعد واحدة من عدة دول حافظت على اهتمامها بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز “تيجاس” هندية الصنع، لقواتها الجوية.
مع اقتراح مصر التصنيع المشترك للأعتدة العسكرية مع الهند، وصفت نيودلهي مذكرة التفاهم التي وقّعها البلدان بشأن التعاون في مجال الدفاع خلال زيارة وزير الدفاع إلى مصر بأنها “حدث بارز”.
في نيويورك، أعرب شكري عن أمله في أن رئاسة الهند القادمة لمجموعة العشرين لعام 2022-2023م -تمت دعوة مصر كـ”بلد ضيف” من قبل حكومة ناريندرا مودي- لن تعزز آليات التشاور والتنسيق بين البلدين فحسب، بل ستساهم أيضًا في استعادة النشاط في الاقتصاد العالمي والتأكد من احتواء “التداعيات السلبية للتوترات الدولية الحالية”.
كما رحّب باهتمام الشركات الهندية بالاستثمار في مصر خاصة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة الواقعة في خليج السويس شمال غرب البحر الأحمر.
ستستمر المناقشات بين جيشانكار وشكري، هذه المرة بطريقة أكثر تفصيلاً في القاهرة حيث يجلسان لإجراء محادثات حول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال نهاية الأسبوع.
وفقًا لبيان رسمي، سيتفاعل الدكتور إس. جيشانكار مع عدد من أعضاء الجالية الهندية في مصر، بمن فيهم الطلاب الهنود، وسيلقي أيضًا كلمة أمام تجمع لمجتمع الأعمال المصري والهندي.
تعد مصر واحدة من أكبر شركاء الهند التجاريين في إفريقيا، وسيتم التركيز على تعزيز التجارة الثنائية والاستثمارات من بين الأمور الأخرى خلال هذه الزيارة.
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية، في بيان أصدرته يوم الخميس، أن التجارة الثنائية بين الهند ومصر سجّلت رقمًا قياسيًا بلغ 7.26 مليار دولار أمريكي خلال العام المالي 2021-2022م. وتتجاوز الاستثمارات الهندية في مصر 3.15 مليار دولار. توجد أكثر من 50 شركة هندية تعمل في مصر بنشاط في مجموعة من القطاعات مثل التصنيع والكيماويات والطاقة والبنية التحتية وتجارة التجزئة وما إلى ذلك.
أكّدت وزارة الشؤون الخارجية أن الزيارة إلى مصر ستوفّر فرصة لمراجعة السلسلة الكاملة لعلاقاتنا الثنائية ومتعددة الأطراف وتبادل وجهات النظر مع القيادة المصرية فيما يتعلق بعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وجاء في البيان أن الزيارة تتيح فرصة لتعميق التعاون واستكشاف مبادرات جديدة في الشراكة الثنائية.
تتمتع الهند ومصر تقليديًا بعلاقات حميمة وودية تستند إلى روابط تاريخية وثقافية. يحتفل كلا البلدين هذا العام بمرور 75 عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية.
ومن المثير للاهتمام أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يقم بزيارة مصر بعدُ، بعد وصوله إلى السلطة في عام 2014م. وكان من المقرر أن يقوم بزيارة القاهرة في شهر مارس عام 2020م، ولكن تم تأجيل هذه الزيارة بسبب جائحة كوفيد-19.
