أجرى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، اليوم الأربعاء، محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيودلهي. وبهذه المناسبة، تبادلت الهند ومصر مذكرات التفاهم في مجالات الأمن السيبراني والثقافة وتكنولوجيا المعلومات وشؤون الشباب والإذاعة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، قال رئيس الوزراء مودي، إن الإرهاب هو أخطر تهديد أمني للبشرية، وإن الهند ومصر تشعران بقلق من انتشار الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
كما أجرى الزعيمان تبادلا معمقا بحثا فيه أفضل السبل لمكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف الذي يشكل انتشاره تهديدًا حقيقيًا للعالم بأسره.
وشدّد رئيس الوزراء مودي خلال محادثاته مع الرئيس السيسي على “أن إساءة استخدام الفضاء السيبراني لنشر الأيديولوجيات المتطرفة والراديكالية يمثل تهديدًا متزايدًا. وسنقدم التعاون ضد هذا أيضًا”.
وأضاف مودي “لقد قررنا أنه في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الهند ومصر، سنقوم بتطوير إطار طويل الأجل لتعاون أكبر في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والعلوم”، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الفرص في قطاع الدفاع لكلا البلدين.
وأكّد مودي أن الشراكة الاستراتيجية بين الهند ومصر يمكن أن تكون بداية للتنمية السياسية والدفاعية والعلمية، لافتًا إلى أن البلدين قرّرا أيضًا زيادة تعزيز التعاون بين الصناعات الدفاعية وزيادة تبادل المعلومات والاستخبارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وأعرب مودي عن ثقته في أنه في السنوات الخمس المقبلة، سترفع الدولتان التجارة الثنائية إلى 12 مليار دولار.
ومن جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه جرت مناقشة لزيادة استثمارات الشركات الهندية في مصر حيث تتوفر الكثير من الفرص الاستثمارية في بلاده. وقال إن البلدين تحدثا عن زيادة التعاون في مجال التجارة والاستثمار، مضيفًا أنه جرت مناقشة حول مكافحة الإرهاب والتطرف وزيادة التعاون الدفاعي بين مصر والهند.
وأضاف السيسي “اتفقت رؤانا على تعظيم التعاون القائم في المجالات المختلفة، والانطلاق نحو شراكات في مجالات جديدة، ومن بينها التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصةً إنتاج الهيدروجين الأخضر. واتفقنا أيضًا على تعزيز التعاون الاستراتيجي بيننا في عدة مجالات أخرى، وعلى رأسها الزراعة، والتعليم العالي، وصناعات الكيماويات والأسمدة والأدوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني”.
وأشار الرئيس السيسي إلى “أن مصر والهند تتشاركان في البعد الحضاري الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ الإنساني، ولذا فقد اتفقنا على ضرورة تعزيز الروابط والصلات على المستوى الثقافي، من خلال المشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية في كل من البلدين، وعلى أهمية تيسير سبل التواصل بين شعبي البلدين من خلال تكثيف رحلات الطيران بين مصر والهند، لاسيما بين العاصمتين القاهرة ونيودلهي، لتسهيل حركة السياحة البينية، حيث أكّدت لدولة رئيس الوزراء على ترحيبنا الكامل في مصر باستقبال المزيد من السائحين الهنود”.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية “رئيس وزراء الهند خلال جلسة المباحثات المغلقة مع السيد الرئيس أعرب عن تقدير بلاده الكبير للسيد الرئيس ولقيادته الحكيمة التي حافظت على الأمن والاستقرار ومؤسسات الدولة في مصر عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر حاليًا، وهو ما يجعل الهند قيادةً وشعبًا تتشرف بزيارة سيادته، كضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية موضحا أن تلك المشاركة تضيف طابعًا خاصًا ورونقًا لاحتفالات الهند”.
