قالت مديرة الجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، الأستاذة الدكتورة نجمة أختر إن جميع دول جنوب آسيا بحاجة إلى العمل معًا لتنمية المنطقة، مشيرةً إلى أنه على الدول اكتشاف كيفية العمل معًا. وقالت إنه يتعين على الدول تخفيف حدة التوتر والتغلب على النزاعات طويلة الأمد. وكانت الدكتورة أختر تتحدث في مناقشة حول “حركة التاريخ في جنوب آسيا” مع المؤلف البنغلاديشي الشهير سيد بدر الأحسن.
وأضافت الدكتورة أختر أن التنمية هي حاجة في جنوب آسيا حيث إن المنطقة تعاني من الفقر وسوء التغذية والبطالة بشكل كبير. وتحدثًا عن أحد أكثر الأحداث الموهنة للعالم، قالت “إن الجائحة قسمت العالم إلى ما قبل وبعد. ولقد ضربت الهند مثالا يحتذى به. لقد طوّرت اللقاح وقدّمت إلى البلدان المحتاجة … كونها الأكبر في المنطقة يجب أن تكون قدوة”.
وتابعت الدكتورة أختر أن جنوب آسيا هي واحدة من أكثر مناطق العالم تنوعًا ثقافيًا وأهميةً، وأن الأشخاص الذين يعيشون في هذه الثقافات المتنوعة لديهم ثقافات ومعتقدات مشتركة حتى لو كانوا ينتمون إلى ديانات مختلفة.
وقال بدر الأحسن، الذي كان يتفاعل مع المفكرين والصحفيين الهنود خلال الأسبوع الماضي، إن سكان بنغلاديش ما زالوا ينظرون إلى الهند على أنها موطنهم. وهناك الكثير من التقارب بين بنغلاديش وبنغال، ولكنه يقل عندما تتقدمون غربًا نحو دلهي. وهنا تسود الرواية الهندية الباكستانية.
وتحدثًا عن تاريخ بنغلادش، قال أحسن: “لقد اتخذ تاريخنا منعطفًا مأساويًا عندما اُغتيل الشيخ مجيب الرحمن وعائلته. وكان هذا الاغتيال نكسة لنا حيث بدأنا كدولة علمانية وديمقراطية”. وأضاف أن 17 من أفراد الأسرة قُتلوا. وفيما بعد اغتيل ضباط الجيش الذين شاركوا في حرب تحرير بنغلاديش على أيدي الضباط العسكريين الذين نظموا الانقلاب.
وأضاف بدر الأحسن أنه عندما نشهد صعود الهند نشعر بأن دولاً مثل باكستان وبنغلاديش وكذلك المسلمين في المنطقة قد خسروا من حيث التنمية والنمو، مشيرًا إلى أن الهند لها دور مهم تلعبه. ونحن بحاجة إلى المزيد من الواردات من الهند للتنمية والنمو في بنغلاديش.
وقال محرر “إنديا ناريتيف” أتول أنيجا، الذي أدار الجلسة، إنه يتعين على دول جنوب آسيا إجراء حوار حر وصريح حتى تتمكن من معرفة مصالحها المشتركة. “إذا كانت رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (SAARC) لا تعمل، فهل يمكن أن يكون لدينا منظمة جديدة في جنوب آسيا”؟
فقال بدر الأحسن إن جنوب آسيا ككتلة إقليمية لم تتطور لأن الدول لديها خلافات ثنائية. “الهند وباكستان لديهما مشاكل. وبنغلاديش وباكستان لديهما مجموعة من المشاكل الخاصة بهما. وأشعر بأن على الدول معالجة مشاكلها الثنائية. وإذا فتحنا الاقتصاد مثل الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن أن تتدفق السلع جيئة وذهابا، فسيكون بإمكاننا الانتقال من الثنائية إلى التعددية. والتجار على حدودنا سعداء لأنهم يرون الاقتصاد يزدهر”.
وقال أنيجا إننا بحاجة إلى تحقيق التنمية الجماعية للمنطقة. وبالإشارة إلى التحديات التي تواجه منطقة جنوب آسيا، قال إن صعود التطرف وتوغل الصين في جنوب آسيا يمثل تحديًا للهند، والذي تتصدى له البلاد بطريقتها الخاصة.
كما سلّط أنيجا الضوء على أهمية العلاقات بين الهند وبنغلاديش، مؤكدًا أن بنغلاديش ستؤدي دورًا مهمًا في تنمية شمال شرقي الهند.
وفي نهاية المناقشة، قال أنيجا إن الانتخابات المقبلة في بنغلاديش تكتسب أهمية للمنطقة لأن النتيجة ستعطي اتجاهًا للتنمية والديمقراطية في البلاد.
اقرأ أيضًا: الرئيس المصري السيسي يكون ضيف الشرف في الاحتفالات بيوم جمهورية الهند