قال الصحفي والكاتب البنغلاديشي الشهير سيد بدر الأحسن في دلهي، يوم الخميس، إن الهند وبنغلاديش بحاجة إلى استكشاف إمكانية إقامة شراكة ثلاثية مع اليابان. ويتعين على الجارتين في جنوب آسيا النظر في جعل بنغلاديش بوابةً لربط جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.
كان المفكر البارز البنغلاديشي يتحدث في المجلس الهندي للشؤون العالمية الذي نظم مائدة مستديرة لمناقشة انعكاسات العلاقات بين الهند وبنغلاديش.
وقال أحسن أثناء حديثه عن خروج بنغلاديش من قائمة أقل البلدان نمواً: “نحن سعداء بالابتعاد عن وضع أقل البلدان نموًا ولكننا بحاجة إلى دعم من الهند”. وأضاف أن البلاد ستواجه مشاكل في الصادرات لأنها تعتمد إلى حد كبير على صادرات الملابس الجاهزة وتحويلات المغتربين.
يحصل بلد من أقل البلدان نموًا على معاملة تفضيلية فيما يتعلق بالتجارة وتمويل التنمية وتخفيف الديون من بين أمور أخرى. وبمجرد خروج بلد ما من قائمة البلدان الأقل نموًا، لن يتم توفير هذه المزايا الإضافية.
ومن بين العديد من المخاوف بالنسبة إلى بنغلاديش هو تغير المناخ والبيئة التي ستؤثر على مناطقها الساحلية. وقال أحسن إنه لدرء آثار تغير المناخ، ستحتاج كل من الهند وبنغلاديش إلى جهود دبلوماسية منسقة، مضيفًا أن الاثنتين تشتركان أيضًا في غابات المنغروف في سونداربانس التي تحتاج إلى الحماية.
وفي البيان المشترك الصادر خلال زيارة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للهند في سبتمبر 2022م، تعهد البلدان بالتعاون في مجالات مثل البيئة وتغير المناخ. كما يخطط البلدان لمعالجة قضايا مثل تلوث الأنهار وإمكانية الملاحة في أنهارهما المشتركة.
وصرحت السفيرة فيجاي ثاكور سينغ، المديرة العامة للمجلس الهندي للشؤون العالمية، خلال حديثها عن تحسن العلاقات بين الهند وبنغلاديش “إذا قدمت الهند أكبر خطوط ائتمان لأي دولة، فهي بنغلاديش، مضيفةً أن الدولتين الجارتين قامتا بتسوية نزاعاتهما على الحدود البرية والبحرية، وتحتل بنغلاديش مكانة بارزة في سياسة “الجوار أولاً” للهند”.
وذكر شانتانو موخرجي، مستشار الأمن القومي السابق لموريشيوس، أن رئيسة الوزراء الشيخة حسينة قد جمعت بين البلدين بمهارة على الرغم من التحديات. وأشاد ببنغلاديش للتعامل مع الجماعات المتمردة في الشمال الشرقي فضلاً عن كبح جماح الإرهاب.
وقال أحسن إن بنغلاديش ممتنة للهند على تقديم دعمها لها في حرب التحرير عام 1971م، مشيرًا إلى أنه “لقد ضحى 18 ألف جندي هندي بأرواحهم في بنغلاديش في الحرب”. وأكّد أن بنغلاديش عادت إلى كونها دولة ديمقراطية وعلمانية بقيادة حسينة، وتركت وراءها ثلاثة انقلابات وديكتاتوريين “نسميها العصر المظلم الذي استمر 21 عامًا من 1975م إلى 1996م.
وقال البروفيسور سانجاي بهاردواج، أستاذ بجامعة جواهر لال نهرو إن “الهند تريد أن تصبح بنغلاديش جزءًا من قصة نموها. ونحن نتطلع إلى الاستقرار الاقتصادي في بنغلاديش”. كما أراد أيضًا التواصل الأفضل بين شعبي البلدين جنبًا إلى جنب مع المزيد من التبادلات الشبابية بين جامعات الجارتين.
وأوضح محرر الشؤون الدبلوماسية في إيكونوميك تايمز، ديبانجان روي تشودري، أنه مع مواجهة الصين للمشاكل المتعلقة بـكوفيد، فإن بنغلاديش لها دور مهم في استعادة سلاسل الإمداد.