Arabic News

الدكتور العيسى: أحيي ديمقراطية الهند ودستورها من صميم قلبي

جانب من حدث "الحوار من أجل الانسجام بين الأديان" في مؤسسة فيفيكاناندا الدولية بنيودلهي

أكّد الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن صدام الحضارات الذي يشهده العالم هو نتيجة الأدب الذي روج لأفكار سلبية عن الحضارات الأخرى. وأضاف أن العلاج يكمن في مواجهة مثل هذه الأفكار بالحوار النشط بين القادة الدينيين بدلا من مجرد الاجتماعات المعتادة للقيادة السياسية.

وذكر الدكتور العيسى “المفارقة في عصرنا هي أن الشخصيات الدينية يشعرون أن واجبهم ينتهي بإلقاء خطب في حدود غرفهم. سيتعين علينا تجنب هذا السبات إذا كان علينا إحداث التغيير الذي نطمح إلى رؤيته في العالم. وسيتعين على القادة الدينيين أن يتعلموا رؤية وجهات نظر الأديان الأخرى”.

كان الدكتور عيسى يلقي كلمة في حدث تم تنظيمه بالتعاون مع المؤسسة العالمية للانسجام الحضاري (الهند) يوم الأربعاء، بعنوان “الحوار من أجل الانسجام بين الأديان” وذلك في مؤسسة فيفيكاناندا الدولية بنيودلهي.

وتعبيرًا عن أفكاره حول سمية بعض المؤلفات المتطرفة، قال إن بعض الكتب كُتبت لغرض محدد لإثارة الكراهية وسوء النية لأشخاص من ديانات وحضارات أخرى، مضيفًا “تبنى الجيل الشاب للأسف هذه الأفكار السلبية بسبب التنشئة غير السليمة. وعلينا أن نتأكد من أن أجيالنا المستقبلية تغرس في نفوسها أفكار صحيحة وشاملة منذ الطفولة”.

وأضاف أيضًا أن “الكتب السيئة ذات الأفكار السلبية” أصبحت شائعة للأسف، بينما ظلت الكتب التي تتحدث عن أفكار مثل التعايش والتفاهم والانسجام مخفية عن الناس، لافتًا إلى “أحد التحديات الرئيسة التي نواجهها هو تغيير هذا السيناريو. وعلينا أن نوقف تدفق الأفكار السلبية من حقبة سابقة إلى جيلنا الحالي”.

كما أشار إلى أن الأفكار التي تنقلها الكتب ذات “المحتوى السام” وجدت متلقين لها في المدارس والكليات والمدارس الدينية والجامعات.

كما انتقد الدكتور العيسى منظمات تروج للإرهاب “لقد سرعت المفاهيم الخاطئة ونظريات الكراهية والتصورات الخاطئة الطريق من التطرف إلى الإرهاب. ولترسيخ سلطتهم، استخدم العديد من القادة خطاب الكراهية لضمان سيطرتهم وأهميتهم”.

وأشار أيضا إلى أن “بعض المنظمات” نشِطة في نشر “رسائل خاطئة”.

وصرح بأن العالم قد أخطأ وفشل في منع انتشار الأفكار المتطرفة منذ البداية، لافتًا إلى اتخاذ إجراءات قوية لوقف مثل هذه الأفكار الخطيرة، وأفضل علاج هو الدخول في مهمة لإقامة الحوار بين الأديان، موضحًا بشكل قاطع أن أي حوار بين القادة الدينيين في العالم يجب أن يقوم على أساس مبادئ فقط، فسيؤتي مثل هذا الحوار ثماره وإلا سيبقى كلامًا.

وأضاف أنه تأثر بشدة برؤية وجهة نظر القيادة الهندية – الدينية والسياسية على حد سواء. “لقد سمعنا كثيرًا من الناس يقولون إننا كنا فاتحين وحكمنا هذا الجزء من العالم وهذا الجزء من العالم. ولم أسمع قيادة هندية تقتحم مثل هذا التفاخر … بدلاً من ذلك، سمعتُ إياهم يتحدثون عن حضارات أخرى باحترام”.

وحذّر الدول التي تدّعي أو ترغب في تحقيق التفوق الحضاري على الدول الأخرى من أنه لا يُمنح أبدًا لمن يستخدم القوة. و”أفضل الدروس بالنسبة إلينا حالة المستعمرين. لقد فشلوا في إخضاع الثقافات والحضارات المستعمَرة. وإذا أمكن تحقيق أي تفوق فلا يمكن إلا بالحب والتعاون”.

وحث الدكتور العيسى القيادة الهندية على التقدم وإنجاح عملية بناء الجسور بين الأديان، وقال إن تجاربه في لقائه مع القيادة الهندية جعلته يتعهد بالمبادئ التوجيهية للبلاد، مضيفًا “أحيي ديمقراطية الهند ودستورها من صميم قلبي. وأنا متأكد من أن الحكمة الهندية في التسامح والوئام ستثبت جدواها وسنرى ثمارها في المستقبل”.

وعندما انتهى الدكتور العيسى من خطابه، أشاد إس. جورومورثي، رئيس مؤسسة فيفيكاناندا الدولية، بخطابه باعتباره أفضل ما سمعه في حياته. وقال جورومورثي “تحدث الدكتور العيسى عن كتب خاطئة تم إنتاجها لتضليل أطفالنا وأن العالم فشل في اتخاذ إجراءات وقائية على هذه الجبهة … كما أشار بدقة إلى أن الهنود لا يتحدثون عن الفتوحات وأن هذا البلد مهد الوئام. وأنا متأكد من أن التقاء الحضارتين الهندية والعربية وسعيهما المشترك من أجل السلام سيكون مفتاحًا في مكافحة التنافر في العالم”.

مواد مقترحة