قامت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا بزيارة رسمية للهند مؤخرًا. أجرى وزير الشؤون الخارجية الدكتور إيس. جايشانكار محادثات ثنائية مع نظيرته الفرنسية. وأكد الوزيران التزامهما المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند وفرنسا.
قررت الهند وفرنسا تعزيز شراكتهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتبنى الزعيمان تنويع العلاقات الثنائية لتشمل مجالاتٍ جديدة مثل “الاقتصاد الأزرق” و”إدارة المحيطات”.
أشادت الوزيرة الفرنسية بالهند التي ستكون “بلد الشرف” في “أسبوع التكنولوجيا البحرية” الذي سيُعقد قريبًا في بِرِيست (Brest) بفرنسا، والذي سيجمع أصحاب المصلحة في الاقتصاد الأزرق من كلا الجانبين.

اقرأ أيضًا:وزيرة الخارجية الفرنسية تبحث مرحلةً جديدةً من الشراكة خلال زيارته الأولى إلى الهند

تعد الشراكة بين الهند وفرنسا متعددةَ الأبعاد، وتَوَاصل القادةُ بشأن مجموعة من القضايا التي قرر البلدان التعاون بشأنها. ومن بين القضايا الأخرى، عززت الهند وفرنسا تعاونهما في المجال الرقمي، من خلال التنظيم الناجح “لقمة فِيفَا تيك 2022” حيث شاركت الهند باعتبارها “دولة العام”.
رحّب الوزيران بإطلاق واجهة الدفع الموحدة للهند في فرنسا، نتيجة لمذكرة التفاهم بين مؤسسة المدفوعات الوطنية في الهند وشبكة ليرة الفرنسية. وعلى جبهة الدفاع، تم اتخاذ قرار بإنشاء منشأة “الصيانة والإصلاح والتجديد” لمحرك الطائرات في حيدر آباد. ومن المتوقع أن تخلق هذه المنشأة حوالي ألف وظيفة عالية المهارة في ولاية تيلنغانا.
كما رحب الوزيران بإكمال مشاريع جديدة في مجال التعاون الإنمائي الثنائي، بما في ذلك اتفاقية التسهيلات الائتمانية بين إدارة الشؤون الاقتصادية ووزارة المالية ووكالة التنمية الفرنسية لمشروع مياه الشرب في تشانديغار. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الشعوب، اتفق الوزيران على الحاجة إلى تنفيذ اتفاقية الشراكة بين الهند وفرنسا للهجرة والتنقل.
كما اتفق الجانبان على إطلاق مخططٍ، بشكل رسمي، لتبادل المهنيين الشباب من الفئة العمرية من 18 إلى 35 عامًا، ورفع عدد المستفيدين من هذا البرنامج. سيتم تسهيل الوصول إلى أسواق العمل الخاصة بالهند وفرنسا للمهنيين الشباب. وللاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلال الهند إلى جانب 75 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين الهند وفرنسا، تم الاعتراف بالتنظيم الناجح لمهرجان “بونجور Bonjour” الرابع، وتأمل الدولتان في الاحتفال بمهرجان “ناماستي فرانس” الذي سيُعقد في أوائل عام 2023م.
كما انتهز الزعيمان الفرصة لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والعالمية ومتعددة الأطراف بما فيها الصراع الحالي في أوروبا، والتعاون الوثيق المستمر بين البلدين في مجلس الأمن الدولي، وأولويات الهند لرئاسة مجموعة العشرين المقبلة.
واتفقت الهند وفرنسا أيضًا على القيام بمشاريع تنموية في إطار التحالف الدولي للطاقة الشمسية.
ويمكن القول بأن زيارة الوزيرة الفرنسية كانت مثمرة للغاية لاستعراض التقدم المحرز في الشراكة الاستراتيجية حتى الآن، وتنويع العلاقات والارتقاء بها إلى المستوى التالي.