ستعقد القمة الثانية والعشرون لمنظمة شنغهاي للتعاون يومي 15 و 16 سبتمبر في مدينة سمرقند الأوزبكية التاريخية. يحضر القمة ليومين، رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جانب الزعماء الآخرين.
يتطلع العالم بأسره إلى هذه القمة التاريخية حيث سيناقش القادة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية في أول قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون تعقد بشكل حضوري، منذ بداية جائحة كوفيد، وسط تحولات خطِرة في كل من الجِيوبوليتِيكا والاقتصادات الجغرافية بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والوضع الأمني السائد في أفغانستان، وتعطل سلاسل التوريد بسبب كوفيد-19. وفي هذه الخلفية، تعتبر مشاركة الهند في القمة ذات أهمية قصوى لأنها حافظت على نهج متوازن – يحظى بتقدير جيد من قبل قادة العالم وسط الاضطرابات الجيوسياسية التي تؤثر على المنطقة.
وهذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة إلى الهند على الساحة العالمية، حيث ستتولى الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون، لأول مرة، من أوزبكستان التي تستضيف قمة سمرقند التاريخية لهذا العام، والتي ستختتم يوم الجمعة. إن منطقة منظمة شنغهاي للتعاون، تاريخيًا، جوار ممتد للهند مع دول آسيا الوسطى في جوهرها.
في شهر يوليو، أعلن الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، تشانغ مينغ أنه بموجب آلية جديدة خلال رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون من سبتمبر 2022م إلى سبتمبر 2023م، ستكون فاراناسي أول مدينة في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون تُمنح لقب “العاصمة الثقافية والسياحية لمنظمة شنغهاي للتعاون”.
وبدوره، اقترح رئيس الوزراء ناريندرا مودي العديد من المبادرات في مجال الثقافة لمنظمة شنغهاي للتعاون، بما فيها مهرجان الأغذية لمنظمة شنغهاي للتعاون، والمهرجان السينمائي لمنظمة شنغهاي للتعاون.
في يوليو، احتفلت الأمانة العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون أيضًا بمرور 20 عامًا على تبني ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون وقامت بتجميع ألبوم صور يضم حوالي 240 موقعًا للتراث الثقافي العالمي في دول منظمة شنغهاي للتعاون والذي يتضمن 32 موقعًا من الهند. فقال السيد تشانغ إن دول منظمة شنغهاي للتعاون لديها موارد غنية وسوق كبيرة وإمكانات هائلة لتطوير السياحة، مضيفًا أن أكبر صعوبة في الوقت الحالي هي كوفيد-19. ولا تزال الصين تفرض العديد من القيود المتعلقة بـكوفيد على السفر الدولي إلى الصين. من المتوقع أن يناقش القادة طرق إحياء قطاع التنقل والسياحة ما بعد كوفيد، والذي يعد محركًا رئيسًا لاقتصاد قطاع الخدمات من بين أمور أخرى.
حافظت الهند دائمًا على روابط ثقافية واقتصادية عميقة مع المنطقة، وهي طرف مهم في البنية الأمنية ومبادرات التنمية في المنطقة. والمنطقة أيضًا لها أهمية بالنسبة إلى الهند من منظور استراتيجي ومن وجهة نظر إمدادات الطاقة. وفي السنوات الأخيرة، عمّقت الهند علاقاتها في المنطقة بالعديد من مشاريع الربط مثل ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، واتفاقية عشق آباد، وميناء تشابهار في إيران إلى جانب المبادرات الأخرى لبناء القدرات في دول آسيا الوسطى.
إنه مهم أيضًا للهند حيث يحضر القمة العديدُ من قادة دول الشرق الأوسط أيضًا. من المتوقع أن تحدث تطورات مهمة بشأن كتلة الشرق الأوسط، مع ترقية إيران كعضو كامل العضوية. ومن المتوقع أيضًا أن يتم تقديم مصر وقطر والمملكة العربية السعودية رسميًا كشركاء الحوار بهدف الحصول على العضوية الكاملة في وقت لاحق.
تتكون منظمة شانغهاي للتعاون (تتخذ من بكين مقرا لها) من الصين وروسيا والهند وباكستان بالإضافة إلى أربع دول في آسيا الوسطى -كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان. وتُعرف منظمة شنغهاي للتعاون بأنها أكبر مؤسسة إقليمية تحتل ما يقرب من 60٪ من أراضي أوراسيا، و40٪ من سكان العالم، وأكثر من 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، تبلغ قيمة التجارة الإجمالية لهذه المجموعة 6 تريليونات دولار في عام 2020م بين الدول الأعضاء، وقد زادت من 667 مليار دولار في عام 2001م. ومن المتوقع أن يستعرض القادة، خلال القمة، أنشطة المنظمة على مدى العقدين الماضيين، وأن يناقشوا وضع وآفاق التعاون متعدد الأطراف. ومن المتوقع أيضًا أن يتطرقوا إلى القضايا الراهنة ذات الأهمية الإقليمية والدولية في الاجتماع.