أعربت روسيا عن قلقها إزاء “محاولات لاعبين من خارج المنطقة أن يصبحوا أكثر نشاطًا في الشأن الأفغاني” خلال الاجتماع الخامس لمشاورات “صيغة موسكو” حول أفغانستان الذي عقد في كازان يوم الجمعة وحضره أيضًا أمير خان متقي، القائم بأعمال رئيس وزارة الخارجية الأفغانية.
وحضر الاجتماع سفير الهند لدى موسكو بافان كابور وكبار المسؤولين من إيران وكازاخستان والصين وقيرغيزستان وباكستان وروسيا وتركمانستان وأوزبكستان، بينما حضر الاجتماع ممثلو المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا كضيوف.
كما أشار “إعلان كازان” لمشاورات صيغة موسكو حول أفغانستان، والذي صدر في وقت متأخر من مساء الجمعة، إلى قلق الأطراف بشأن الوضع الأمني الصعب في أفغانستان بسبب تكثيف الجماعات الإرهابية أنشطتها، وفي المقام الأول داعش.
ودعت الدول المشارِكة السلطات الأفغانية الحالية إلى مكافحة تنظيم داعش وحثّتها على اتخاذ إجراءات مماثلة ضد كافة الجماعات الإرهابية.
كما أكدت معظم الدول المشاركة على معارضتها للدعم الخارجي للإرهاب في أفغانستان.
وجاء في الإعلان “طالبنا السلطات الأفغانية الحالية باتخاذ إجراءات فعالة لتفكيك جميع أنواع الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان والقضاء عليها ومنع انتشارها، ومنع ظهور بؤر للإرهاب وعدم الاستقرار في البلدان المجاورة في المنطقة”.
تم طرح هذه الصيغة في عام 2017م، وتعتبرها روسيا الآلية الأكثر فعالية لتعزيز الدعم الخارجي للتسوية الأفغانية. ويظل هدفها الرئيس هو تسهيل عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان وتأمين السلام في البلاد في أقرب وقت ممكن.
وفي نوفمبر الماضي، عُقد الاجتماع الرابع لصيغة موسكو للمشاورات دون أي مشاركة من نظام طالبان الحالي في كابول، حيث كان الكرملين منزعجًا للغاية من عدم إحراز أي تقدم لتشكيل حكومة أفغانية شاملة تعكس مصالح جميع القوى العرقية والسياسية في البلاد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في خطابه “إن موسكو تشعر بالقلق إزاء محاولات اللاعبين من خارج المنطقة أن يصبحوا أكثر نشاطًا في الشأن الأفغاني”.
وأوضح لافروف “أن التوحيد الكامل لجهود دول المنطقة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لن يكون ممكنا، إلا إذا اعترفت الأخيرة بالكامل بمسئوليتها الكاملة عن النتائج المروعة لوجودها العسكري المستمر منذ 20 عاما في أفغانستان، والتي انتهت بالفشل التام”.
وأشار لافروف إلى أن تجميد واشنطن للممتلكات المصرفية الأفغانية يؤدي إلى نتائج عكسية ولا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، وتعقيد الظروف المعيشية الصعبة بالفعل للأفغان العاديين.