نيودلهي: ماهوا فينكاتيش
كان العالم الشامل، خاصة مع إضافة الاتحاد الإفريقي كعضو في مجموعة العشرين وإطلاق تحالف عالمي للوقود الحيوي، بمثابة إنجازات كبيرة للهند بصفتها رئيس مجموعة العشرين، ولكن ما تصدر عناوينَ الأخبار هو الممر الاقتصادي المقترح بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بقيادة الولايات المتحدة، وهو مشروع متعدد الجنسيات للسكك الحديدية والموانئ يربط بين المناطق الثلاث، وذلك أيضًا في غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ.
والأهم من ذلك، أفادت المصادر بأن الهدف سيكون توسيع شبكة الاتصال عن طريق إضافة المزيد من الدول مع بدء المشروع في اتخاذ شكل معين. وسيوفر الممر أيضًا فرصة اقتصادية جاهزة لدول جنوب آسيا وخاصة بنغلاديش ونيبال وبوتان لتعزيز التجارة والاتصال.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي “إن تعزيز الاتصال مع جميع المناطق هو أولوية رئيسة للهند”، مضيفًا أن الاتصال وسيلة ليس فقط لزيادة التجارة المتبادلة بين مختلف البلدان ولكن أيضًا لزيادة الثقة المتبادلة. وشدد مودي، أثناء إلقاء كلمته الترحيبية الافتتاحية، على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي معًا لسد فجوة العجز في الثقة.
وأضاف مودي “بينما نشرع اليوم في مبادرة الاتصال الكبيرة هذه، فإننا نزرع البذور لأجيال المستقبل لكي تحلم بشكل أكبر”.
ووصفها الرئيس الأمريكي بأنها “صفقة كبيرة حقيقية”.
وقال أحد المحللين: “بينما تستمر المحادثات حول هذا المشروع منذ فترة، فإن الإعلان الذي يعطي بعض اللمسات النهائية له يعد خطوة مرحب بها”.
وسيغطي الممر، الذي سيوازن نفوذ الصين المتزايد من خلال مبادرة الحزام والطريق، الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. وقد وصفه الكثيرون بالفعل بأنه سيكون عاملاً لتغيير قواعد اللعبة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والغذاء والطاقة إلى جانب تعزيز الاتصال.
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، للصحفيين: “إن الصفقة ستفيد الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل في المنطقة، وتمكن الشرق الأوسط من القيام بدور حاسم في التجارة العالمية”.
وأشار معهد تشاتام هاوس في تقرير إلى أن رئاسة الهند لمجموعة العشرين هي تتويج لعام من الإنجازات. وأصبحت البلاد رابع دولة تهبط على سطح القمر، وتجاوزت الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وتجاوزت المملكة المتحدة كخامس أكبر اقتصاد في العالم.
وأضاف أنه من خلال استضافتها أكثر من 200 حدث في إطار مجموعة العشرين في كل ولاية هندية وإقليم اتحادي (بما في ذلك منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها)، سعت نيودلهي إلى إعادة تأكيد سيادتها وسلامتها الإقليمية.
اقرأ أيضًا: الهند تطلق التحالف العالمي للوقود الحيوي في قمة مجموعة العشرين