Arabic News

التجارة بين الهند وإيران تنتعش بناءً على المصالح الجيوسياسية المشتركة

صورة تعبيرية

نيودلهي: ماهوا فينكاتيش

تنتعش التجارة بين الهند وإيران مع قيام البلدين بإعادة بناء علاقاتهما وتعزيز الاتصال مع تفعيل الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب. ذكرت صحيفة “طهران تايمز” أنه في الفترة من أبريل إلى مايو، بلغ إجمالي الصادرات الإيرانية غير النفطية 21 مليون طن بقيمة 7.513 مليار دولار، والواردات 4.732 مليون طن بقيمة 7.941 مليار دولار. ومن ثم، برزت الهند الآن من بين أكبر خمس أسواق التصدير لإيران.

ومن المثير للاهتمام أن الهند وإيران تركّزان الآن على التجارة غير النفطية.

وأشارت إحاطة هندية إلى أن نيودلهي وطهران ليستا خصمين جيوسياسيين، على الرغم من التحديات العرضية في علاقاتهما الثنائية. في الواقع، تتوافق مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية في العديد من المجالات، لا سيما في مجال النقل والطاقة والتجارة، مضيفة أن الهند كدولة عضو في البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، تعد مهمة لإيران ليس فقط من حيث التجارة والاستثمار والأمن، ولكن أيضًا في رؤية طهران الأوسع لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب.

ومن المتوقع أن يؤدي الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب، المتصور لتسهيل حركة الشحن بين العديد من البلدان بما فيها الهند وروسيا وإيران وأفغانستان وأرمينيا وبيلاروسيا وبلغاريا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وغيرها، إلى دفعة إضافية للتجارة بين نيودلهي وطهران.

وإن البلدان المشارِكة في مشروع الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب تعمل الآن بقوة على تشغيله بشكل كامل وسط المخاطر الجيوسياسية والجيواقتصادية.

ولا تُعتبر نيودلهي وطهران، اللتان تعملان على تطوير ميناء تشابهار في جنوب إيران، خصمَين جيوسياسيين على الرغم من زيادة حواجز الطرق.

كانت أوقفت الهند الواردات من إيران في عام 2019م بعد إعادة فرض العقوبات على الدولة الغنية بالنفط.

ومع ذلك، عقد مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، الشهر الماضي، خلال زيارته لطهران عدة اجتماعات مع السلطات الإيرانية. وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي التقى بدوفال على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الهندية-الإيرانية إلى “مستوى جديد” بالتركيز الخاص على العلاقات الاقتصادية والتجارية. وفي أبريل، قام وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني بزيارة إلى الهند وذلك لحضور اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون.

قال أحد المحللين لإنديا ناريتيف: “تشير هذه الزيارات رفيعة المستوى إلى أن كلا البلدين حريصان على تعميق العلاقات، وهذا سيؤثر في مجالي الاقتصاد والأمن. ويجب أن نفهم أن النظام العالمي قد تغير بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية”.

واستخدمت الهند مؤخرًا ميناء تشابهار في إيران لإرسال القمح إلى أفغانستان.

وفي الوقت نفسه، بدأ البلدان بالفعل العمل على إنشاء آلية الدفع القوية بالروبية-الريال لتعزيز التجارة.

وأضاف المحلل أنه في الفترة 2018-2019م، بلغ حجم التجارة الثنائية بين نيودلهي وطهران 17.03 مليارات دولار. ومع ذلك، بعد الانخفاض المستمر – في الفترة 2021-22، انخفض إلى 1.9 مليارات دولار، و”لكن الديناميكيات بين الهند وإيران تتغير ومن المتوقع أن تنتعش التجارة في الأشهر المقبلة”.

وشملت الصادرات الهندية الرئيسة الأرز والشاي، بينما شحنت إيران بضائع مثل الجوز والأمونيا والتفاح والكمثرى والفستق والتمر واللوز وغيرها. وإن المنتجات بما في ذلك الميثانول والتولوين والنفط الخام والبيوتان والبروبان السائل تأتي أيضًا إلى الهند من إيران.

مواد مقترحة