Arabic News

رحلة الأنهار الشهيرة في الهند: نهر الغانج

(صورة تعبيرية)

أنهار تحمل الخير والرخاء

تبدأ الأنهار رحلتها من المنبع وهي تسير ببطء ثم تستمر في السير لتكتسب المزيد من القوة في طريقها إلى مختلف ربوع الهند. وتتمتع هذه الأنهار بمنزلة خاصة بين أبناء الهند لدرجة تجعلها تصل إلى منزلة الآلهة، حيث إنها تعد بمثابة شريان الحياة.

بقلم: ديبانكار أرون

نهر جانجا

تكوين هذا النهر المقدس

تمتد رحلة نهر الجانجا في مسيرته من المنبع إلى المصب إلى حوالي 2600 كم ويتخلل مجراه العديد من المنعطفات والمنحنيات. ويبدأ النهر رحلته من المصب في تيهري جارهوال بولاية أوتاراخاند وهناك يتحد النهر مع رافديه الرئيسيين وهما: بهاجيراتي وألاكناندا. ويعتبر نهر جانجوتري الصغير هو المصدر الرئيسي للرافد بهاجيراتي وبالتالي يصفه البعض بأنه أصل نهر جانجا، بينما يعد نهر بادريناث هو المصدر الرئيسي الذي يمد الروافد الأساسية لنهر الجانجا بالمياه في ألاكناندا.

وبينما يشق نهر ألاكناندا طريقه إلى جنوب منطقة شامولي، يلتقي مع نهر مانداكيني الذي يأتي بدوره من مرتفعات ناندا. وتضم تلك المرتفعات قمة ناندا ديفي-التي يصل ارتفاعها أكثر من 7800 متر وهي ثاني أطول قمة على مستوى الهند. وتستمر رحلة نهر مانداكيني بمياه الصافية الهادئة وصولا إلى رودرابراياج حيث ينعكس لون النباتات الخضراء على صفحة مياهه وهناك يتحد مع نهر ألاكناندا المتدفق بمياهه البيضاء الصافية. ومع السير باتجاه الجنوب يأخذك نهر مانداكيني إلى منطقة كيدارناث المقدسة، وهنا يستعد نهر ألاكناندا للالتقاء مع نهر بهاجيراتي عند ديفبراياج. وانطلاقا من ديفبراياج يكمل نهر جانجا رحلته ليمر أولاً بريشيكيش وهي المدينة الواقعة بالقرب من هاريدوار وتشتهر بوجود الكثير من أديرة الرهبان والأجواء الروحانية وتشتهر أيضًا تلك البقعة بتدفق المياه في مجر النهر الوعر التضاريس والذي يُعد المكان المفضل لعشاق المغامرة من محبي رياضة التجديف. وأخيرًا ومع وصول النهر إلى هاريدوار، يبدأ نهر جانجا في الدخول إلى منطقة السهول ويصبح النهر في هذه المنطقة هادئًا. وتعد منطقة التقاء نهري جانجا ويامونا من أكثر الأماكن الدينية المقدسة التي يحرص الهندوس على الحج إليها وزيارتها. وتعد عملية الغطس للاستحمام في هذه البقعة حيث يلتقي النهران -والتي يُطلق عليها سانجام- من الطقوس الدينية المباركة. وتعتبر مدينة الله آباد -المعروفة أيضا باسم تريفيني- هي المكان الذي يتحد فيه نهر ساراسواتي (الذي ليس له وجود مادي على الأرض) مع نهر جانجا.

وتستمر رحلة نهر جانجا من هذه البقعة وصولاً إلى مدينة كاشي أو فاراناسي وهي مدينة يشعر فيها المرء وكأنها غارقة في عبق الماضي. وتشتهر هذه المدينة أيضا بثرائها الفكري والفني والموسيقي والثقافي وكذالك بمزارات خاصة بالديانة الهندوسية. وتُعرف المدينة أيضًا بوجود عدد كبير من القنوات المائية (حوالي 100 قناة مائية) تؤدي في نهايتها إلى نهر جانجا. وخلال رحلة نهر جانجا من ولاية أوتار براديش وصولاً إلى ولاية بيهار تستمر العديد من الأنهار في الاتحاد معه. ومن بين تلك الأنهار: رامجانجا وكوسي وجانداك وجهانجرا. وعندما يصل نهر جانجا إلى ولاية بنغال الغربية تكون حركة مياهه قد أصبحت بطيئة وهادئة. ولذلك، يطلق عليه عند هذه النقطة اسم هوجهلي ويواصل السير وصولاً إلى منطقة جانجا ساجار، حيث تنتهي الرحلة ويصب النهر مياهه في المحيط مترامي الأطراف.

وفقًا للأسطورة

قام الإله شيفا بمكافأة الملك بهاجيراث بعد أن كفر عن خطيئته، ومن ثم هبط نهر جانجا على الأرض. ولكن نظرًا لحقيقة أن الأرض سوف تُدمر إذا ما هبط نهر جانجا بكامل قوته على الأرض، قام الإله شيفا بإمساك قوة النهر في شعره. وبعدها يقال إن الإلهة أوما أو بارفاتي اعتادت على الاستحمام كل يوم في نهر جانجا وبعدها هبط النهر إلى الأرض. وتعتبر الصخرة المقدسة الموجودة بالقرب من المعبد هي أول بقعة هبط فيها نهر جانجا إلى الأرض.

(تعبر الآراء التي تتضمنها المقالة عن وجهات نظر كتابها، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع “إنديا ناريتيف”. وهذه المقالة مأخوذة من مجلة “آفاق الهند” الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية)

مواد مقترحة