أنهار تحمل الخير والرخاء
تبدأ الأنهار رحلتها من المنبع وهي تسير ببطء ثم تستمر في السير لتكتسب المزيد من القوة في طريقها إلى مختلف ربوع الهند. وتتمتع هذه الأنهار بمنزلة خاصة بين أبناء الهند لدرجة تجعلها تصل إلى منزلة الآلهة، حيث إنها تعد بمثابة شريان الحياة.
بقلم: أنيل مولشانداني
نهر تابتي
النهر المتدفق
كنا نتوقع أن نعثر على منابع نهر تابتي في تلال سابتبورا وأن يتدفق غربا لمسافة حوالي 725 كم ليتحد مع البحر عند مدينة سورات في ولاية جوجرات. ولكن بدلا من ذلك، اكتشفنا أن منبع هذا النهر هو بئر موجود في مدينة مولتاي في منطقة بيتول بولاية ماديا براديش وتحيط بهذا المنبع بعض المعابد التي تضيف مكونا إضافيا للمنظر العام لتلك المنطقة. وبعد أن احتسينا كوبًا من الشاي بعد الظهر، انطلقنا في رحلة إلى منبع النهر وقمنا بزيارة المعبد الذي يوجد فيه تمثال متلألئ لسوريابوتري (ابنة الشمس) التي باركها إله الشمس. ووفقًا للأسطورة، فقد ظهر نهر تابتي للوجود عندما قام السكان المحليون بالصلاة والدعاء لإله الشمس للتفكير عن خطاياهم وإنقاذهم من شبح المجاعة التي ضربت أراضيهم. وتقبل إله الشمس صلواتهم وأنعم عليهم بنهر تابتي الذي تقول الأسطورة أنه ولدته زوجة إله الشمس تشايا. ويوضح أحد الباحثين في الأسطورة أن هذا النهر كان شقيق شاني أو زحل وياما ديف أو إله الموت ويامي أو يامونا والتوائم أشوين الذين كانوا أطباء الآلهة.
وكانت مدينة بورهانبور التي وصلنا إليها في المرحلة التالية من رحلتنا بمثابة مفاجأة حقيقية. فقد تم إنشاء هذه المدينة على يد عائلة فاروقي في القرن الرابع عشر ويرجع اسمه إلى المعلم الروحي لهذه الأسرة حضرة برهان الدين. أما بالنسبة للمباني المتعددة هناك من قلاع وقصور ومساجد وحمامات عامة وصهاريج المياه فقد تم بناؤها خلال فترة حكم عادل شاه في القرن الخامس عشر الذي يُطلق عليه العصر الذهبي للعمارة في بورهانبور. وتعد بورهانبور أيضًا مركزًا هامًا للضريح الضخم لسيدي عبد القدير حكيم الدين الذي يُسمى دارجاه الحاكيمي والذي يزوره عدد كبير من المسلمين من طائفة البُهرة. وقمنا أيضًا بزيارة جوردوارا في راج جهات الذي يحتفي بذكرى زيارة جورو ناناك إلى المصاطب الموجودة على نهر تابتي. وعلى الضفة المقابلة من النهر من جانب القلعة نجد قرية زين آباد التي تضم أيضًا العديد من الآثار ثل أهوخانا ومقابر السيدات من العائلات الملكية. وأخبرنا المراكبي الذي كان يرافقنا أن ممتاز محل تم دفنها في هذا المكان أولاً قبل أن يتم نقلها فيما بعد إلى التاج محل في أجرا.
وقد مررنا خلال رحلتنا من بورهانبور بكل من بهوسافال وجالجاون وأخيرًا وصلنا إلى سورات. وبفضل موقعها المتميز بالقرب من مصب نهر تابتي، تعد سورات من الموانئ الهامة في الهند التي كان يستخدمها السلاطين وأباطرة المغول والهولنديون والبريطانيون لأغراض التجارة وعائلات التجار من أتباع الهندوسية واليانية والباريسية الذين ازدهرت تجارتهم في داخل هذه المدينة.
وفقًا للأسطورة
تابتي هي ابنه سوريا-إله الشمس وزوجته تشايا. وتعرف أيضا باسم سوريابوتري أو ابنة سوريا. وفي مهابهاراتا، هناك إشارة إلى تابتي بأنها تزوجت من سانفاران البطل الأسطوري المنحدر من أسرة مون. وكان ابنهم كورو هو مؤسس أسرة كورو. وكانت ياما ويامي وشاني هم أخواتها البنات.
(تعبر الآراء التي تتضمنها المقالة عن وجهات نظر كتابها، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع “إنديا ناريتيف”. وهذه المقالة مأخوذة من مجلة “آفاق الهند” الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية)
اقرأ أيضًا: رحلة الأنهار الشهيرة في الهند: نهر يامونا