أريبة أشرف/فاراناسي
في ولاية أترابراديش إحدى ولايات جمهورية الهند، توفّر مدرسة إسلامية للطلاب من جميع الأديان تعليمًا ميسور التكلفة مع تدريس لغات مثل السنسكريتية جنبًا إلى جنب مع الأردية والفارسية والعربية. وعلى عكس التصور الشائع بأن المدرسة تهدف إلى نقل التعليم الإسلامي والقرآني إلى الطلاب المسلمين فقط، فإن مناهجها الدراسية تحتوي على جميع المواد، من أجل إعداد الطلاب لمهن مختلفة في الحياة.
تقع مدرسة “خَانَمْ جَان” في منطقة “أردالي بازار”، وهي حي مكتظ بالسكان في مدينة فاراناسي- الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي. وتعد المدرسة مثالاً على كيفية تحويل هذه المؤسسات التي تم إنشاؤها في البداية لتعليم الدين إلى نموذج عملي لشعار مودي “القرآن الكريم في يد، والكمبيوتر في اليد الأخرى”.
ولا غرو في أن 40٪ من الطلاب غير المسلمين في مدرسة “خانم جان”، ومعظمهم من الهندوس.
تأسست مدرسة “خانم جان” في عام 1978م وحصلت على الموافقة الرسمية عام 2006م. في حين، ظلت مناهجها كما هي منذ إنشائها.
إن هذه المدرسة تابعة للمجلس المركزي للتعليم الثانوي (CBSE) ويبلغ إجمالي عدد المسجلين فيها 1400. وأدخلت المدرسة اللغةَ السنسكريتية في المناهج الدراسية قبل عشر سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد عوائق دينية أمام تعيين المعلمين أيضًا.
قال مدير المدرسة، صلاح الدين رضا لموقع “آواز-دي وايس” إنه “قبل عشر سنوات، تم إدخال اللغة السنسكريتية في المناهج الدراسية. وتم تعيين مدرِّس لتدريس اللغة. وكان لها تأثير إيجابي لأن الأطفال قبلوا دراسة اللغة السنسكريتية بحماس كبير، والآن، يستطيع عدد كبير من الطلاب القراءة والكتابة باللغة السنسكريتية”.
وأضاف رضا أن 35 إلى 40 في المئة من الأطفال في هذه المدرسة ينتسبون إلى الديانة الهندوسية، كما يقوم العديد من المعلمين غير المسلمين أيضًا بمهمة التدريس فيها، مشيرا إلى أن “الجميع سعداء ويحترمون بعضهم البعض”.
اقرأ أيضًا: طالبة مسلمة من الهند تقوم بترجمة بهاجافاد جيتا إلى الأردية
وذكر صلاح الدين رضا أن إدخال العديد من اللغات في المقررات الدراسية، قد أرسل رسالة واضحة للجميع مفادها أنه لا توجد لغة مرتبطة بأي دين وأن الطلاب أحرار في اختيار أي لغة من العربية والأردية والسنسكريتية كلغة ثالثة.
وصرّح رضا بأن المدرسة تروّج لرغبة رئيس الوزراء مودي في “أن يحتفظ الأطفال المسلمون بالقرآن الكريم في يد والكمبيوتر في اليد الأخرى” حتى قبل إدلائه بالبيان. “نحن نحاول الترويج لنفس الفكرة والرسالة”. وإنه يشعر بأن التعليم الشامل هو وسيلة مضمونة لتحقيق التنمية وضمان مستقبل مشرق للمجتمع ودولتنا.
وأضاف صلاح الدين أن رحلة المدرسة بدأت بالحكمة والبصيرة و”لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه”، مشيرًا إلى أنه سعيد بتلقي التقدير من الإدارة المحلية لعمله. وإنه يشعر بالرضا لرؤية كيف يتعلم الأطفال أهمية الانسجام الديني كجزء من تعليمهم.