تواصل الهند إبداء اهتمامها بشبكة من الموانئ وممرات الشحن المؤدية إلى أوراسيا والقارة الإفريقية بعد القيام باستثمارات كبيرة في تطوير ميناء تشابهار بإيران الذي يحظى بموقع استراتيجي على خليج عمان.

وسطَ سلسلة من الاجتماعات والمناقشات رفيعة المستوى خلال زيارة خاطفة لسلطنة عمان يوم الإثنين، قام مستشار الأمن القومي أجيت دوفال بزيارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

جذب الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم -الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمساحة 2000 كيلومتر مربع على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي وبالقرب من خطوط الملاحة الدولية- انتباه العديد من البلدان.

وتحتوي على العديد من مناطق التنمية الاقتصادية والسياحة والخدمة، أبرزها ميناء متعدد الأغراض، وحوض جاف لإصلاح السفن، وميناء صيد، ومطار إقليمي، ومناطق سياحية وصناعية ولوجستية.

وأثناء قيام مستشار الأمن القومي دوفال والوفد المرافق له بجولة في المنطقة، قدمت السلطات المحلية عرضًا تقديميًا حول الفرص المختلفة للمستثمرين، بما فيها إمكان التملك بنسبة 100 بالمئة للمستثمر الأجنبي، والإعفاء من الضرائب الجمركية، والإعفاء من ضريبة الدخل، وحقوق الانتفاع بالأرض لمدد زمنية طويلة وبأسعار تشجيعية مع فترات سماح تفضيلية وغيرها.

لقد أشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، خلال زيارته إلى سلطنة عمان في فبراير عام 2018م، بجهود السلطنة لتنويع اقتصادها ورحّب بتوجيه الدعوة إلى الشركات الهندية للاستثمار في مختلف القطاعات في المناطق الاقتصادية الخاصة بالسلطنة، بما فيها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وصحار وصلالة.

وأطلع السلطان الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد، رئيسَ الوزراء مودي على مبادرته لإنشاء احتياطيات نفطية استراتيجية في رأس مركز بالقرب من الدقم.

وتم إعلان الحداد الرسمي لمدة يوم في جميع أنحاء الهند على روح السلطان قابوس بعد رحيله في يناير عام 2020م. كما تم منحه جائزة المهاتما غاندي للسلام اعترافًا بتشكيل العلاقات الخاصة بين البلدين.

وخلال زيارة دوفال، شدد البلَدان على تطوير العلاقات الاستراتيجية وكذلك الشراكات القائمة والمحتملة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعاون في مجالات التكنولوجيا والأمن والتعدين والاقتصاد والاستثمار والتجارة والثقافة.

وتعد عُمان شريكا استراتيجيا للهند ومحاورا مهما في منتديات مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية ورابطة حافة المحيط الهندي.

وخلال زيارته، التقى مستشار الأمن القومي بالسلطان هيثم بن طارق وسلّم إليه رسالة خطية من رئيس الوزراء ناريندرا مودي.كما أجرى مناقشات واسعة النطاق مع وزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، ووزير خارجية سلطنة عمان، السيد بدر بن حمد البوسعيدي.

ووفقًا لوزارة الشؤون الخارجية الهندية “تعكس زيارة دوفال العلاقات الثنائية القوية بين الهند وسلطنة عمان وتسلط الضوء على التزام الهند بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع عمان. وأتاحت الزيارة فرصة لارتباطات رفيعة المستوى وعززت روابط الصداقة القوية بين الهند وسلطنة عمان”.

وإن تعزيز التعاون بين الجيران البحريين لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية المشتركة التي تواجهها دول المحيط الهندي أولوية قصوى لـمستشار الأمن القومي دوفال كجزء من رؤية الحكومة لـ”SAGAR” (الأمن والنمو للجميع في المنطقة).