تستعد الهند لاستضافة قمة منظمة شنغهاي للتعاون بشكل افتراضي يوم الثلاثاء. انضمت الهند، بصفتها دولة مراقبة، إلى منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2005م وأصبحت عضوًا كامل العضوية في المجموعة في قمة أستانا عام 2017م، مما يمثل نقطة تحول في علاقتها بالمنظمة. وخلال السنوات الست الماضية، أدّت الهند دورًا نشِطًا وإيجابيًا في جميع عمليات منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في سبتمبر عام 2022م، تولت الهند رئاسة المنظمة لأول مرة من أوزبكستان.
وخلال رئاسة الهند، وصلت منظمة شنغهاي للتعاون إلى معالم جديدة في عمق وكثافة مشاركاتها وتفاعلاتها عبر قطاعات واسعة النطاق.
وإن شعار رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون “SECURE” مستمد من الاختصار الذي صاغه رئيس الوزراء ناريندرا مودي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تشينغداو عام 2018م.
ويكون شعار قمة 4 يوليو هو “Towards a SECURE SCO” (نحو منظمة شنغهاي للتعاون آمنة)، فيما يوضح البيان الصحفي أن كلمة “SEUCRE” في العنوان لا تعني فقط “آمن”، وإنما هي اختصار للأحرف الأولى من: الأمن-Security؛ والاقتصاد والتجارة-Economy & Trade؛ والربط-Connectivity؛ والوحدة-Unity؛ واحترام السيادة والسلامة الإقليمية-Respect for Sovereignty and Territorial Integrity؛ والبيئة-Environment.
وضعت الهند عدة أسس جديدة للتعاون تحت رئاستها لمنظمة شنغهاي للتعاون؛ الشركات الناشئة والابتكارات، والطب التقليدي، والشمول الرقمي، وتمكين الشباب، والتراث البوذي المشترك.
وتم إنشاء آليتين جديدتين في منظمة شنغهاي للتعاون -مجموعة العمل الخاصة حول الشركات الناشئة والابتكار ومجموعة عمل الخبراء بشأن الطب التقليدي- بمبادرة من الهند.
وذكر البيان الرسمي الصادر عن وزارة آيوش “في فبراير من هذا العام، تم تنظيم مؤتمر افتراضي لخبراء وممارسي الطب التقليدي شارك فيه خبراء من 25 دولة. ووفقًا لرؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تمت الموافقة على مسودة اختصاصات مجموعة عمل الخبراء بشأن الطب التقليدي خلال اجتماع الخبراء الذي عُقد في نيودلهي الشهر الماضي”.
وفي الواقع، أكّد رئيس الوزراء ناريندرا مودي في وقت سابق أن الهند ستأخذ زمام المبادرة لتشكيل مجموعة عمل جديدة تابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون بشأن الطب التقليدي.
قال رئيس الوزراء مودي، أثناء خطابه في القمة الثانية والعشرين لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان: “في أبريل 2022م، افتتحت منظمة الصحة العالمية مركزها العالمي للأدوية التقليدية في ولاية غوجارات. وكان هذا هو المركز العالمي الأول والوحيد من قبل منظمة الصحة العالمية للعلاج التقليدي. وستتخذ الهند مبادرة لتشكيل مجموعة عمل جديدة لمنظمة شنغهاي للتعاون بشأن الأدوية التقليدية”.
ولتحقيق رؤية رئيس الوزراء مودي المتمثلة في “فاسوديفا كوتومباكام” (العالم عائلة واحدة)، أكدت الهند على تعزيز العلاقات بين الشعوب.
وتم عقد عدد من الأحداث البارزة تحت الرئاسة الهندية لمنظمة شنغهاي للتعاون بهدف تعميق العلاقات بين الشعوب.
كما تم عقد أحداث مثل المهرجان السينمائي لمنظمة شنغهاي للتعاون، ومهرجان أغذية الدخن لمنظمة شنغهاي للتعاون، ومعرض السياحة لمنظمة شنغهاي للتعاون، ومؤتمر حول التراث البوذي المشترك، والمؤتمر بين مؤسسات الأعمال حول الطب التقليدي، والمؤتمر الدولي لمنظمة شنغهاي للتعاون لمراكز الفكر. ومن خلال التركيز على التراث الثقافي والحضاري للهند، تم إعلان “كاشي” كأول عاصمة سياحية وثقافية لمنظمة شنغهاي للتعاون لعام 2022-23.
وكان تمكين الشباب مجال تركيز آخر لرئاسة الهند، حيث عُقدت أحداث مثل مؤتمر المؤلفين الشباب، ومجلس العلماء الشباب، ومنتدى الشركات الناشئة، ومجلس ومؤتمر الشباب لمنظمة شنغهاي للتعاون، وبرنامج الباحثين المقيمين لمنظمة شنغهاي للتعاون حيث أقام الباحثون الشباب من الدول الأعضاء في المجموعة في الهند لمدة شهر لإجراء الأنشطة البحثية.
وعلاوة على ذلك، خلال رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون، افتتح وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، بشكل افتراضي، قاعة نيودلهي في الأمانة العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون في بكين. واحتفالاً برئاسة الهند الأولى لمنظمة شنغهاي للتعاون، تم إصدار طابع تذكاري.
وفي الفترة من 4 إلى 5 مايو من هذا العام، استضافت الهند أيضًا اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة غُوا، وقد تميز هذا الاجتماع ببرنامج ثقافي متنوع ومناقشات موضوعية في اليوم التالي. وعرضت غُوا كرم ضيافتها وثقافتها الفريدة وتراثها المتميز.
سيترأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي القمة الـ23 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والتي ستعقد افتراضيًا في الرابع من شهر يوليو تحت رئاسة الهند للمنظمة.
وتم توجيه الدعوة إلى جميع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، بما فيها الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، للمشاركة في القمة، إضافة إلى دعوة كل من إيران وبيلاروس ومنغوليا كدول مراقبة، حسبما ورد في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الهندية.
ووفقًا لتقليد منظمة شنغهاي للتعاون، تمت دعوة تركمانستان أيضًا كضيف على رئيس المنظمة. كما سيحضر القمة رئيسا هيئتين في منظمة شنغهاي للتعاون: الأمانة والهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب.
وإضافة إلى ذلك، فقد تمت دعوة رؤساء ست منظمات دولية وإقليمية؛ هي الأمم المتحدة، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وكومنولث الدول المستقلة، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (سيكا).
وتابع البيان الصحفي “إن رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون فترة من النشاط المكثف والتعاون متبادل المنفعة بين الدول الأعضاء. واستضافت الهند ما مجموعه 134 من الاجتماعات والفعاليات، بما في ذلك 14 اجتماعًا على المستوى الوزاري”.
وأضاف البيان الصحفي “لا تزال الهند ملتزمة بالقيام بدور إيجابي وبنّاء في المنظمة، وتتطلع إلى نجاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون تتويجًا لرئاستها”.
ويشار إلى أن الهند تولت الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون في قمة سمرقند التي عقدت في 16 سبتمبر من العام الماضي.