Arabic News

هل تكتسب الزيارة المتوقعة لرئيس الوزراء مودي إلى القاهرة أهمية لتعزيز العلاقات الثنائية

رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية)

ماهوا فينكاتيش

تحرص الهند ومصر على تعزيز علاقاتهما الثنائية حيث تطرح الديناميكيات الجيوسياسية الجديدة تحديات وفرصا جديدة. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء ناريندرا مودي القاهرة في طريق عودته من واشنطن. وسيكون دعم الهند لمصر التي تكافح أزمة اقتصادية في الداخل بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية أمرًا بالغ الأهمية. وفي خضم تقدم الصين في إفريقيا “يجب أن تجد الهند طرقًا لتعزيز تعاونها في مجال الأمن البحري والطاقة”. كما دعت الهند مصر كدولة ضيف في مداولات مجموعة العشرين في ظل رئاستها لمدة عام.

وتتمتع مصر، الدولة المتوسطة، مع وجود قيادي في البحر الأحمر -البوابة إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس- أيضًا بحضور مؤثر في القرن الإفريقي، وكذلك شمال إفريقيا، بما في ذلك ليبيا الغنية بالموارد، والتي تشترك معها في حدود مشتركة. كما تتمتع بعلاقات ممتازة مع دول الخليج وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ويمكن أن تؤدي مصر دورًا رئيسًا في استراتيجية المحيط الهندي للهند، إذ أن 500000 برميل من النفط مصدرها الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والجزائر تمر عبر قناة السويس التي تسيطر عليها مصر.

ويمكن أن تتوج زيارة مودي للدولة الواقعة في شمال إفريقيا بصفقات وإعلانات ثنائية ملموسة من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين. وهذا العام، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضيفَ الشرف في الاحتفالات بيوم الجمهورية.

وتتطلع مجموعة كبيرة من الشركات الهندية إلى الاستثمارات في مصر، والتي توفر رابطًا مهمًا بين آسيا وإفريقيا وتتحكم أيضًا في قناة السويس – وهي قناة رئيسة للتجارة العالمية بين المياه التي تربط أوروبا بالمحيطين الهندي والهادئ. وتقدر الاستثمارات الهندية في مصر بـ 3.15 مليار دولار، ولكن هناك استثمارات جديدة في طور الانتظار بالفعل خلال السنوات القادمة.

وبالنسبة للهند، فإن المشاركة الاقتصادية الأعمق مع مصر تكتسب بالتالي ضرورة استراتيجية إضافية، وفقًا لمؤسسة أوبزرفر للأبحاث.

ووفقًا للمؤسسة الإخبارية، توفر العلاقات بين الهند ومصر العديد من الفرص الأخرى، بما فيها الشراكة المحتملة بين مصر ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والهند أو مصر- I2U2 (الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية) لتمكين البلدان المعنية من الاستفادة مما يقدّمه كل منها. ويمكن أن تأخذ الهند ومصر زمام المبادرة في استغلال إمكانات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة وتكنولوجيا المياه، من بين أمور أخرى.

كما أرست الهند ومصر أسس علاقة عسكرية واعدة خلال زيارة الرئيس السيسي.

وقال السيسي خلال كلمته في حيدر آباد هاوس: “إن تعزيز التعاون في مجال الدفاع خير دليل على الإرادة المشتركة لإطلاق علاقة استراتيجية بين البلدين. وأكدنا استمرار التنسيق والتدريب المشترك وتبادل الخبرات والعمل على استكشاف آفاق إضافية لتعميق التعاون في هذا المجال بما في ذلك التصنيع المشترك”.

وتتطلع مصر الآن إلى استخدام الروبية الهندية في التجارة الثنائية. وإلى جانب ذلك، فإن نيودلهي بصدد تقديم خط ائتمان للقاهرة.

وإن التجارة الثنائية بين الهند ومصر سجّلت رقمًا قياسيًا بلغ 7.26 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية 2021-2022م. وكانت التجارة متوازنة إلى حد ما، حيث بلغت قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.74 مليار دولار، بينما بلغت قيمة واردات الهند من مصر 3.52 مليار دولار. وكان البترول الخام والأسمدة والخيط القطني من بين أبرز المواد التي تم تداولها بين البلدين.

مواد مقترحة