زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى الهند -وهي الثانية في غضون عام- سيكون لها آثار اقتصادية ضخمة، والتي قد لا تحظى بالاهتمام الواجب وسط التركيز على الشؤون الاستراتيجية الجيوسياسية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، خلال زيارته للهند في شهر مارس من العام الماضي، عن خطة استثمارية بمبلغ خمسة تريليونات ين خلال السنوات الخمس المقبلة. وبالتالي، في شهر مايو، عقد رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي كان في اليابان لحضور القمة الرباعية، اجتماعًا مع 30 من كبار الرؤساء التنفيذيين للشركات اليابانية. وكان “صنع في الهند من أجل العالم”- رسالة مودي إلى مجتمع الأعمال الياباني.
والشركات اليابانية تتوسع الآن بقوة في الهند. وإن طوكيو، التي وجهت جزءًا كبيرًا من استثماراتها إلى قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات والسلع الاستهلاكية المعمرة، حريصة الآن على دخول قطاعات العصر الجديد الاقتصادية، والتي تشمل الرقمية والألعاب والطاقة المتجددة والنظيفة.
وفي وقت سابق، صرح سوزوكي تاكاشي، المدير العام لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) بالهند، لـ”إنديا ناريتيف” بأن الاستثمارات اليابانية في الصين أكثر تنوعًا مقارنة بالهند، مضيفًا “في الهند، تنحصر الاستثمارات بشكل أساسي في قطاع السيارات. ونريد الآن أن نجعلها أكثر تنوعًا”، مشيرًا إلى أن التحدي التالي للهيئة الصناعية هو جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلاد إلى الهند.
وتتطلع العديد من الشركات اليابانية أيضًا إلى إنشاء مراكز بحث وتطوير في الهند.
وفي شهر أغسطس، أعلنت شركة دايكن إنديا (Daikin India) أنها ستقوم باستثمار 5 مليارات روبية على مدى السنوات الثلاث المقبلة لإنشاء مركز بحث وتطوير في نيمرانا بولاية راجستهان. وسيقوم المركز بإجراء البحث والتطوير على مكيفات الهواء للسوق الهندي وكذلك للصادرات. ومن المتوقع أن يبدأ المركز عملياته بحلول ديسمبر 2023م. وقامت سوزوكي، وهي إحدى العلامات التجارية الأكثر موثوقية هنا، بتأسيس مركز سوزوكي للبحث والتطوير- الهند الخاصة المحدودة بهدف تعزيز القدرة التنافسية في البلاد، من خلال ربط أقسام البحث والتطوير بكفاءة في الهند واليابان.
وإن العديد من الشركات اليابانية الكبرى بما فيها باناسونيك، وتوشيبا، وسوني، وإن إي سي لديها بالفعل مراكز البحث والتطوير في الهند. وفي عام 2021م، أنشأت شركة فوجيتسو قاعدة البحث والتطوير الخاصة بها.
وفقًا لتقرير صدر في نوفمبر عام 2021م- أجرته شركة ناسكوم بالشراكة مع معهد نومورا للأبحاث، فقد نما الاستثمار الياباني في الهند أربع مرات منذ عام 2016م مما أدى إلى خلق 102 ألف وظيفة.
كما تُظهر المزيد من الشركات اليابانية حرصها على توسيع مرافق تطوير منتجاتها للأسواق العالمية. وقال سوزوكي: “إنها ستصنّع هنا ثم تصدّر. وإن إفريقيا والدول الغربية – هي المناطق الرئيسة التي تتطلع الشركات إليها لتصدير منتجاتها من الهند”، مضيفًا أن هذا متزامن مع خطة “الهند المعتمدة على ذاتها”.