وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى الهند، اليوم الثلاثاء، في أول زيارة رسمية لها إلى الهند منذ أن تقلدت منصبها في شهر مايو.

من المقرر أن تلتقي الوزيرة الفرنسية، الأربعاء، برئيس الوزراء ناريندرا مودي، وتجري محادثات مع وزير الشؤون الخارجية الدكتور إيس. جايشانكار. وستجتمع أيضًا مع مستشار الأمن القومي أجيت دوفال. وستتوجه، بعد ذلك، إلى مومباي للتفاعل مع قادة الصناعة، حيث ستلقي كلمة في الاجتماع العام السنوي لغرفة التجارة والصناعة الهندية الفرنسية، الخميس.

كان استعرض رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرًا، المبادرات الثنائية الجارية بما فيها مشاريع التعاون الدفاعي في إطار رؤية رئيس الوزراء مودي بشأن “الهند المعتمدة على ذاتها” والتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.

أوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن هذه التبادلات ستجعل من الممكن معالجة جميع جوانب العلاقة الثنائية، ولا سيما الشراكة الاستراتيجية التي وحّدت البلدين منذ ما يقرب من 25 عامًا.

وأضافت الوزارة “تهدف زيارة الوزيرة كولونا إلى المضي قدمًا بأجندة طموحة لتعميق وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين الهند وفرنسا قبل الذكرى السنوية الـ25 لتأسيسها العام المقبل. وتُظهر الزيارة أيضًا الالتزام الثابت لفرنسا تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتصميمها على العمل مع الهند لإيجاد حلول مشتركة للاضطرابات العالمية”.

كما تحرص باريس على مناقشة الوضع الدولي الحالي -ولا سيما الحرب في أوكرانيا- والعمل على التحضير لرئاسة الهند القادمة لمجموعة العشرين.

“في عام يصادف الذكرى الـ75 للعلاقات الدبلوماسية بين الهند وفرنسا، ستسلّط الوزيرة كولونا الضوء على إيمان فرنسا بأن شراكتنا الاستراتيجية القائمة على الثقة هي أفضل أصول لنا لمواصلة تعزيز استقلاليتنا الاستراتيجية ودعم نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على القواعد. وفي هذا الصدد، ستنقل الوزيرة كولونا دعم فرنسا الكامل لرئاسة الهند المقبلة لمجموعة العشرين”، بحسب ما ورد في البيان الصادر عن الوزارة.

ستحتل قضايا الأمن الإقليمي والدولي، وتعزيز التعاون الدفاعي، وكذلك تنفيذ تعاون فرنسا مع الهند في مجال مكافحة الإرهاب، التي تستضيف المؤتمر تحت شعار “لا أموال للإرهاب” في نوفمبر المقبل، مركز الصدارة في المناقشات خلال اجتماع كولونا مع مستشار الأمن القومي أجيت دوفال.

أكّدت وزارة الشؤون الخارجية، قبل وصول كولونا إلى نيودلهي: “تتمتع الهند وفرنسا بشراكة استراتيجية طويلة الأمد، تعزّزها المشاورات المنتظمة رفيعة المستوى وأوجه التقارب المتنامية في مختلف المجالات، منوهة بأن زيارة كولونا ستمهِّد الطريق لزيادة تعزيز الشراكة في قطاعات التجارة والدفاع والمناخ والهجرة والتنقل والتعليم والصحة”.

ونظرًا لأن العلاقات بين الشعوب مهمة جدًا في العلاقة الهندية الفرنسية، ستتفاعل الوزيرة كولونا، الأربعاء، مع الطالبات بكلية “لِيدي شِري رَامْ” التابعة لـ”جامعة دلهي” العريقة، والتي تقع في دلهي.

قالت السفارة الفرنسية في نيودلهي: “ستقدم الوزيرة سبل تنقل الطلاب/الطالبات للهند وفرنسا، لا سيما على النحو الذي تم تسهيله من خلال الاتفاقية الثنائية بشأن التنقل، وستعرض إجراءات فرنسا لتحسين المساواة بين الجنسين وتعزيز تمكين المرأة بما يتماشى مع السياسة الخارجية النسوية لها”.

احتلت فرنسا المرتبة الأولى كأفضل وجهة أوروبية للاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثالث على التوالي. فمن المتوقع أن تتطرق الوزيرة كولونا إلى هذا الأمر خلال اجتماعها في مومباي مع كبار المستثمرين الهنود الذين لديهم مصالح تجارية في فرنسا.