قال وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار إن اتفاقية التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الأوروبي ستكون عامل تغيير لقواعد اللعبة في العلاقات بين الهند والاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الهند تتطلع إلى اختتام مفيد ومناسب للطرفين لعملية التفاوض في غضون فترة زمنية قصيرة.
وصف الدكتور جايشانكار الاتحاد الأوروبي، أثناء إلقاء كلمة له في اجتماع الأعمال والاستدامة بين الهند والاتحاد الأوروبي، في نيودلهي اليوم (الثلاثاء)، بأنه شريك تجاري مهم، قائلاً إن الهند والاتحاد الأوروبي يؤمنان بالنظام العالمي متعدد الأقطاب ويشتركان في التزامهما بتعزيز التعددية.
وأضاف جايشانكار أن الهند والاتحاد الأوروبي يراعي كل منهما المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية لبعضهما البعض، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أحد أكبر وأهم شركاء الهند التجاريين، وقد تجاوز حجم التجارة الثنائية 115 مليار دولار أمريكي.
وقال الدكتور جايشانكار، وهو يسلّط الضوء على الخطوات التي تم اتخاذها على مدى السنوات التسع الماضية لتحقيق الإصلاحات الهيكلية في مختلف قطاعات البلاد، إن الهند هي واحدة من الدول الرائدة في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وذكر أن التحول الأخضر هو جوهر تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا أن التحول الرقمي يحدث في البلاد بوتيرة سريعة، وتركّز الحكومةُ على التقنيات الرقمية الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
وفي يونيو من العام الماضي، استأنفت الهند والاتحاد الأوروبي المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة والاستثمار التي طال انتظارها بعد فجوة استمرت أكثر من ثماني سنوات. وشهدت المفاوضات الخاصة بالاتفاقية المقترحة، التي بدأت في يونيو عام 2007م، العديد من العقبات حيث كان لدى الجانبين خلافات كبيرة حول القضايا الحاسمة.
وأضاف جايشانكار “بإمكان أوروبا والهند تعزيز الاستقلال الذاتي الاستراتيجي لبعضهما البعض من خلال تقليل التبعيات؛ والتعاون في التقنيات الحرجة؛ وضمان إعادة هيكلة سلسلة التوريد. وبالتالي، فإن اتفاقية التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الأوروبي هي هدفنا المهم للغاية”.
اقرأ أيضًا: تشكيل الهند والاتحاد الأوروبي مجموعات عمل جديدة لتحسين التعاون
وقال وزير الشؤون الخارجية إن مجلس التجارة والتكنولوجيا الذي تم إنشاؤه مؤخرًا سيوفر الهيكل والتوجيه الاستراتيجي للشراكة بين الجانبين.
ومن المتوقع أن يسهّل مجلس التجارة والتكنولوجيا تبادل التقنيات الحرجة المتعلقة بمجموعة من المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وأشباه الموصلات والأمن السيبراني.
وإن مجلس التجارة والتكنولوجيا مع الهند هو ثاني شراكة تكنولوجية من نوعها للاتحاد الأوروبي بعد أول شراكة مع الولايات المتحدة تم تشكيلها في يونيو عام 2021م.
وأكّد جايشانكار: “أود أن أقول إن علاقات الهند مع أوروبا أقوى وأعمق من أي وقت مضى، وهذا الحدث بحد ذاته هو شهادة على هذا التأكيد”.