اختتمت زيارة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى الهند، يوم الأحد. قد عرَضت الهنودَ للأفكار التقدمية والمعتدلة للعالم الجديد، إلى جانب تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الهند والمملكة العربية السعودية.
والتقى الدكتور عيسى، خلال زيارته الرسمية التي استمرت ستة أيام إلى الهند، برئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار، ووزيرة شؤون الأقليات سمريتي زوبين إيراني، ووصف لقاءاته بأنها مناقشات هادفة مع كبار القادة الهنود.
وكان تفاعله الأكثر شمولاً مع مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال الذي عقد معه اجتماعًا مغلقًا يوم 10 يوليو، إلى جانب لقاءاته مع قادة دينيين من مختلف الأديان.
وألقى كل من الدكتور العيسى ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال خطابًا في المؤتمر الذي حضره المثقفون والأكاديميون والقادة الدينيون والمفكرون المسلمون من مختلف أنحاء البلاد، والذي نظمته “مؤسسة خسرو” بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي الهندي في نيودلهي، يوم 11 يوليو. ولقد عزز خطابهما القيم المعتدلة واحترام سيادة القانون في البلاد.
وفي هذا الحدث، تحدث الدكتور عيسى عن عظمة الديمقراطية الهندية ودستورها الذي يستوعب التنوع. وتحدث عن ضرورة احترام سيادة القانون للحفاظ على قدسية الدول القومية.
وذكر مستشار الأمن القومي أجيت دوفال أنه “في الماضي، ربما تقاتلت الدول مع بعضها البعض لحل خلافاتها. ولكن، كما قال رئيس الوزراء مودي قبل شهور، لم يعد هذا عصر الحرب. ويجب خوض المعارك المستقبلية ضد الجوع والفقر والجهل من أجل خير البشرية. وفي عالم اليوم، مع التحديات الجيوسياسية المعقدة التي تواجهنا، يجب أن يصبح الدين ضوءًا يدعو البشرية للدخول في عصر السلام والوئام”.
وقال دوفال إن الهند، أكبر ديمقراطية في العالم، هي أرض تنوع مذهل “إنها بوتقة تنصهر فيها الثقافات والأديان واللغات التي تتعايش في وئام. ونجحت الهند كديمقراطية شاملة، في توفير مساحة لجميع مواطنيها، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الثقافية”.
وتابع قائلاً إن الإسلام يحتل بين الجماعات الدينية العديدة مكانة فريدة ومهمة في الهند، وهي موطن لثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم. ويساوي عدد السكان المسلمين في الهند تقريبًا عددَ سكان حوالي 33 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد الدكتور العيسى أثناء حديثه عن الاتجاهات السلبية المتزايدة في أجزاء كثيرة من العالم “تعتبر الهند نموذجًا عظيمًا للتعايش للعالم”، مبينًا أن الحكمة الهندية قد ساهمت الكثير في الإنسانية.
ولقيت إمامة الدكتور عيسى لصلاة الجمعة في المسجد الجامع التاريخي قبولاً كبيرًا وكذلك زيارته لمعبد أكشاردام. كما أن تفاعله مع مختلف القادة الدينيين والمثقفين في “مؤسسة فيفيكاناند الدولية” قد أحدث الكثيرَ من حسن النية.
وأعرب الدكتور العيسى عن تأثره البالغ برؤية وجهة نظر القيادة الهندية – الدينية والسياسية على حد سواء فقال “لقد سمعنا كثيرًا من الناس يقولون إننا كنا فاتحين وحكمنا هذا الجزء من العالم وهذا الجزء من العالم. ولم أسمع قيادة هندية تقتحم مثل هذا التفاخر … بدلاً من ذلك، سمعتُ إياهم يتحدثون عن حضارات أخرى باحترام”.
وحثّ الدكتور العيسى القيادة الهندية على التقدم وإنجاح عملية بناء الجسور بين الأديان، وقال إن تجاربه في لقائه مع القيادة الهندية جعلته يتعهد بالمبادئ التوجيهية للبلاد، مضيفًا “أحيي ديمقراطية الهند ودستورها من صميم قلبي. وأنا متأكد من أن الحكمة الهندية في التسامح والوئام ستثبت جدواها وسنرى ثمارها في المستقبل”.
كما تحدث عن كيف يمكن أن تساعد القيم المعتدلة والتفاهم الأفضل بين الناس في تجنب صدام الحضارات، الذي ينبع في المقام الأول إما من الصراعات الدينية أو الثقافية، فقال إن صدام الحضارات الذي يشهده العالم هو نتيجة الأدب الذي روّج لأفكار سلبية عن الحضارات الأخرى. وأضاف أن العلاج يكمن في مواجهة مثل هذه الأفكار بالحوار النشط بين القادة الدينيين بدلا من مجرد الاجتماعات المعتادة للقيادة السياسية.
وأكد الدكتور العيسى أن التقاء الحضارتين الهندية والعربية وسعيهما المشترك من أجل السلام سيكون مفتاحًا في مكافحة التنافر في العالم.
وأكد الدكتور العيسى خلال خطبة الجمعة أن الإسلام يولي أهمية كبرى لحسن الخلق والسيرة، ودعا المسلمين إلى أن يتزودوا بطيب القلب للجميع. ويعلّمنا الإسلام “أن نعتني بجيراننا ونحترم الإنسانية، لافتًا إلى أن الإسلام يؤمن بحماية الإنسانية واحترام الجغرافيا والتنوع، موضحًا أنه يجب على المؤمن الصادق أن يكون طيب القلب وأن يسير على طريق مستقيم.
يُنظر إلى الدكتور عيسى على أنه مؤيد للقيم الإسلامية الجوهرية اللازمة لإرشاد المسلمين في العالم اليوم. وتقوم رابطة العالم الإسلامي، الهيئة التي يقودها، بعمل استثنائي في نشر القيم الإسلامية المعتدلة. وتؤدي هذه المبادرات إلى السلام والوئام في العالم.
وأصبح هذا التواصل منارة للمسلمين كبديل مرغوب فيه للأفكار المتطرفة التي يتم طرحها في العالم الإسلامي. إنه يركز على القيم الإسلامية الأساسية للسلام والتسامح والتفاهم.
وبشكل عام، لقد أدت زيارته إلى المشاعر الصحيحة المطلوبة في الوقت الحاضر لتعزيز الانسجام اطائفي والمجتمعي. وستوفر الزيارة المزيد من سبل التعاون مع رابطة العالم الإسلامي والمملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا.
سيفتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي القمة التاسعة لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين يوم الجمعة في…
قالت وزارة الدفاع الهندية، اليوم (الخميس) إن الهند وفرنسا ستركِّزان على تعزيز التعاون الصناعي الدفاعي…
حافظت الهند وجمهورية تنزانيا المتحدة على علاقة قوية وودية على مر السنين. ويلتزم كلا البلدين…
نظّمت السفارة الهندية بالكويت حدثًا بعنوان "استكشاف الهند المذهلة" وذلك بهدف الترويج للسياحة في الهند.…
التقى وزير الدفاع راجناث سينغ، اليوم (الأربعاء) بالرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات الدفاع الفرنسية مع التركيز…
قال وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، اليوم (الأربعاء) إن الهند باعتبارها "فيشوا ميترا" وصوت الجنوب…