أنهار تحمل الخير والرخاء
تبدأ الأنهار رحلتها من المنبع وهي تسير ببطء ثم تستمر في السير لتكتسب المزيد من القوة في طريقها إلى مختلف ربوع الهند. وتتمتع هذه الأنهار بمنزلة خاصة بين أبناء الهند لدرجة تجعلها تصل إلى منزلة الآلهة، حيث إنها تعد بمثابة شريان الحياة.
بقلم: سانديب جوسوامي
نهر يامونا
مجرى الخير والنماء
تعد قمة بونداربونش الشاهقة –البالغ ارتفاعها 6316 متر- هي أصل منبع نهر يامونا المتمثل في بحيرة سابتريشي كوند المتلألئة، وهي تقع في منطقة مرتفعة شمال ضريح يامونوتري. ويوجد منبع هذا النهر في الأساس داخل نهر تشامباسار الجليدي الذي تجتمع مياهه أولاً عند سفح سلسلة جبال بونداربونش على هيئة بحيرة. ويرتبط هذا النهر بصورة قوية بالإله كريشنا. ويعتقد أنه عندما كان والد كريشنا الذي يدعى فاسوديفا يعبر النهر حاملا طفله كريشنا بين ذراعيه بحثًا عن ملاذ في جوكول إحدى المناطق في مدينة ماثورا، وقع الطفل كريشنا في المياه. ومن ثم، ساهمت ذرات التراب المتطايرة من قدمه على شكل زهرة اللوتس في تطهير مياه النهر وحولتها إلى مياه مقدسة.
ويوجد معبد مخصص لنهر يامونا ويطلق عليه اسم يامونوتري وهو واحد من المعابد الأربعة المقدسة للمتعبدين من الهندوس. أما المعابد الثلاثة الأخرى المتبقية فهي: جانجوتري وبادريناث وكيدارناث. وفي معبد يامونوتري، تحول أحد ينابيع المياه الدافئة إلى بركة للاستحمام، حيث يتم مزجه ببعض من المياه الباردة للوصول بدرجة حرارة المياه إلى الدرجة المناسبة. ويحرص الحجاج الهندوس على القيام بطقوس الاستحمام في هذه البركة والقيام بانحناءة احترام قبل الدخول إلى معبد يامونوتري كنوع من التضرع والصلاة أمام الإلهة يامونا التي لها تمثال من الرخام الأسود.
ينطلق نهر يامونا بمياهه فضية اللون من سابتريشي كوند في طريقه إلى أسفل هذه الجبال الشاهقة المكسوة بالخضرة ليمر عبر الوديان ذات الأشجار الوارفة التي تداعب مياه النهر أثناء سريانها في هذا المكان. ويستمر النهر في انطلاقه على امتداد 200 كم عبر تلال شيفاليك بولاية هيماتشال براديش وسهول دال باثار بولاية أوتاراخاند. وخلال انطلاقته إلى ولاية أوتار براديش يصبح النهر بمثابة الخلفية الطبيعية الهادئة للتاج محل في أجرا. وفي الله آباد يتحد النهر مع نهر الجانجا ونهر ساراسواتي الأسطوري ليتدفقوا كوحدة واحدة إلى مدينة فاراناسي التي تعد أكبر مركز للروحانيات في الهند، حيث يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 عام كامل. وعند هذه النقطة، نجد أن المحيط لا يبتعد كثيرًا، حيث يمر النهر -الذي توثقت عرى صداقته مع بني البشر في مختلف المناطق التي مر بها- بمدينة كولكاتا في طريقه إلى خليج البنغال وهي النقطة التي تكتب نهاية رحلة هذا النهر الخالد الضاربة جذوره في عمق التاريخ.
وفقًا للأسطورة
تعتبر يامونا هي ابنة الشمس وهو والد ياما. ويُقال إن ياما لم تعذب أي إنسان بعد وفاته إذا كان قد قام بالاستحمام في ماء النهر. وتقف أنهار يامونوتري الجليدية المتجمدة على النقيض تماما من عيون المياه الدافئة الموجودة في نفس المنطقة. وإن مثل هذا العمل هو بالفعل من صنع الإله القدير!! ويتطلب الأمر عزيمة قوية ليتخذ المرء القرار بالقفز في المياه المتجمدة ناهيك عن الاستحمام فيها!
(تعبر الآراء التي تتضمنها المقالة عن وجهات نظر كتابها، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع “إنديا ناريتيف”. وهذه المقالة مأخوذة من مجلة “آفاق الهند” الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية)
اقرأ أيضًا: رحلة الأنهار الشهيرة في الهند: نهر الغانج
سيفتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي القمة التاسعة لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين يوم الجمعة في…
قالت وزارة الدفاع الهندية، اليوم (الخميس) إن الهند وفرنسا ستركِّزان على تعزيز التعاون الصناعي الدفاعي…
حافظت الهند وجمهورية تنزانيا المتحدة على علاقة قوية وودية على مر السنين. ويلتزم كلا البلدين…
نظّمت السفارة الهندية بالكويت حدثًا بعنوان "استكشاف الهند المذهلة" وذلك بهدف الترويج للسياحة في الهند.…
التقى وزير الدفاع راجناث سينغ، اليوم (الأربعاء) بالرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات الدفاع الفرنسية مع التركيز…
قال وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، اليوم (الأربعاء) إن الهند باعتبارها "فيشوا ميترا" وصوت الجنوب…