القصة الممتعة للشاي في الهند

يحتفل العالم، باليوم العالمي للشاي، اليوم، والذي يحظى بشعبية كبيرة في الكثير من الدول. وبالمناسبة، إليكم هذه القصة الشيقة للشاي في الهند.

بقلم: سوبريا أغروال

تلقت الجولات إلى مزارع الشاي في الهند بشعبية واسعة خلال العقد الماضي، حتى أصبحت الآن جزءًا مهمًا من العديد من مخططات السفر.

يُعد شرب الشاي دائمًا الخيارَ الأول للناس في كافة أرجاء العالم وذلك للتخلص من التوتر وتخفيف التعب والإرهاق. اكتشف نباتَ الشاي الإمبراطورُ الثاني للصين، شن نونج للمرة الأولى في عام 2737 قبل الميلاد، وقد شهدت الهند أول مزرعة للشاي في ولاية آسام خلال الحكم البريطاني. ومن المعتَقَد بأن المغامِر الإسكتلندي روبرت بروس، هو أول من اكتشف شجيرة الشاي في الولاية الشمالية الشرقية. ثم بدأت شركة الهند الشرقية في إنتاج الشاي في ولاية آسام.

في الوقت الحاضر، تُعَدُّ الهند واحدةً من أكبر منتجي الشاي في العالم حيث يتم استهلاك 70 في المائة من الإنتاج داخل البلاد. تعد دارجيلينغ التي تقع في سفوح جبال الهيمالايا، ومنطقةُ آسام المعروفة بالأمطار الغزيرة وجبلُ نيلجيري الشهير باسم “بلو ماؤنتين”، ومنطقتا مونار ووياند الخضراوان المورقتان في ولاية كيرالا، من المناطق المهمة التي تنتج الشاي.

لكن الأمر لا يتعلق بشرب الشاي فقط؛ ينبغي للمرء أن يقوم بتجربة الأريج، وتذوق النكهة للشاي، واستكشاف عملية صناعة الشاي في هذه المناطق بالهند. ونظرا لعشاق الشاي ومحبي الرحلات، تم تطوير مفهوم “سياحة الشاي”. وخلال جولات إلى هذه المناطق، بإمكان أحد زيارة مصانع الشاي، والإقامة في أكواخ خاصة في مزارع الشاي، ومشاهدة عملية القطف لأوراق الشاي، واكتساب المعرفة أيضا عن كل ما يتعلق بعملية تصنيع الشاي. ويمكنه الاستيقاظ في الصباح الباكر مع رائحة مميزة من أوراق الشاي الطازجة، وهذا واحد من العديد من التجارب الممتعة في هذه الجولات السياحية.

بنغال الغربية:

تعد منطقة دارجيلينغ واحدةً من أكثر التلال شعبية في الهند، وتحيط بهذه المنطقة مزارع الشاي التي تنتج شاي دارجيلينغ الشهير بلونه الفاتح والعطري. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن حوالي 25 في المائة من إجمالي حصيلة الشاي في البلاد تأتي من دارجيلنغ التي تضم حوالي 80 مزرعة شاي عاملة في المجال. تعد مزرعة مكايباري للشاي وهي أيضا توفِّر مكانا للإقامة واحدةً من أقدم مزارع الشاي في المنطقة. وتقع هذه المزرعة  في منطقة كورسيونج، على بُعد 37 كم عن دارجيلينغ، وتُعتَبر واحدةً من أكبر المزارع المنتجة للشاي في العالم.

فإن مزرعة هابي فالي أيضًا من مزارع الشاي الشهيرة في منطقة دارجيلينغ. وهذه المزرعة على بُعد ثلاثة كيلومترات نحو الشمال من دارجيلينغ، تقع على ارتفاع 2100 متر  فوق مستوى البحر. وتنمو مجموعة من أجود أنواع الشاي في هذه المزرعة. وأسّس  مزرعةَ هابي فالي أحد البريطانيين في عام 1854م. وفي وقت لاحق، امتلكها أحد الأرستقراطيين الهنود من كولكاتا. ويعد أفضل وقت لزيارة هذه المنطقة فترة ما بين مارس ونوفمبر.

ولاية آسام:

إن ولاية آسام هي أكبر منطقة منتجة للشاي في الهند. تتم زراعة الشاي في الغالب في هذه الولاية في منطقة وادي نهر براهمابوترا. وينبغي أن يستمتع عشاق الشاي بزيارة مزارع الشاي التي تعد جزءً لا يتجزأ من هذه الولاية. وهناك عديد من خيارات الإقامة أيضًا في هذه الأماكن، حيث يمكن للمرء الاسترخاء وسط مزارع الشاي. ينظِّم مجلسُ السياحة التابع لولاية آسام مهرجان الشاي كلَّ عام في الولاية، حيث يتمتع عشاقُ الشاي بمزارع الشاي البهيجة وبرحلات نهرية ممتعة خلال احتساء الشاي الساخن. كما يمكن لأحد أن يزور مركز غواهاتي لمزادات الشاي، الذي يُعَدُّ الأكبرَ في الهند. وأفضل وقت لزيارة هذه الأماكن: من مايو إلى يونيو.

نيلجيري– ولاية تاميل نادو:

تشتهر منطقة نيلجيري بجبالها ذات اللون الأزرق وكذلك الشاي ذي نكهة خاصة. وعلى عكس ولاية آسام ومنطقة دارجيلينغ في بنغال الغربية، تتم زراعة الشاي  في منطقة نيلجيري على مدار السنة، ويعد شاي أولونغ والشاي الأسود من الأصناف الرئيسية هناك. ويمكن أن يقوم أحد بزيارة منطقة كُونُور إحدى مزارع الشاي هناك للاطلاع على عملية تصنيع الشاي. ومن المستحسن أن يخصِّص الزوار يوما كاملا لزيارة المزرعة ولمعرفة عملية تصنيع الشاي. وبالنسبة للإقامة، يمكن أن يختار الزوار “نونساتش ريتريتس” المدعومة من قبل مجلس الشاي الهندي. وإنما هي أماكن مجددة بالكامل وسط مزرعة الشاي، والتي تم بناؤها في عام 1872م. تقع المنطقة على ارتفاع 5500 قدم فوق مستوى سطح البحر، وتحتوي على مزارع الشاي المترامية الأطراف، والجبال المتدحرجة، والسحب المنجرفة التي يمكن أن يستمتع الزوار بمشاهدتها.

مونار– ولاية كيرالا:

بمجرد دخولكم منطقة مونار  ستشعرون بنكهة أوراق الشاي الطازجة حيث تنتشر مزارع الشاي الخصبة في المنطقة. ويجب على الزوار أن يبدأوا رحلة التعرف على عالم الشاي بزيارة متحف الشاي الأول في البلاد، الذي هو في مزرعة نالاثاني لإلقاء نظرة على تاريخ إنتاج الشاي في المنطقة. ويمكنكم أن تختاروا الإقامة في مقاطعة كيه. تي. دي. سي. للشاي في مونار. تقع هذه المنطقة بين جبلين، فإنها وجهة مهمة لأنشطة السياحة البيئية بسبب قربها من حديقة إرافيكولام الوطنية ومحمية تشينار للحياة البرية وحديقة بامبادوم شولا الوطنية ومحمية نيلاكورينجي التي تم تطويرها حديثا.

ومن الأماكن الأخرى التي لا بد لكم من زيارتها هي مزرعة كوندالا للشاي في مونار، وهي محاطة ببحيرة، وسيبعث هذا المنظر البهيج على الإحساس بالارتياح لمشاهدة عملية تصنيع الشاي بأكملها هنا. ويمكنكم أيضا زيارة محمية الشاي التي تحتوي على سلسلة من المنازل القديمة التي يعود تاريخها إلى فترة الاستعمار التي تم تجديدها في وسط مزرعة شاي ضخمة.

يمكنكم الاستمتاع بمشاهد الطبيعة في منطقة وياناد، وهي منطقة جبلية خصبة في ولاية كيرالا، وتُنتِج أيضًا كميةً كبيرةً من الشاي. إذا كنتم تتوجهون نحو تلال كالبيتا فستجعلكم أوراقُ الشاي الخضراء الطازجة تشعرون بهدوء وارتياح. ومن الجوانب المثيرة للاهتمام في جولات الشاي في منطقة وياناد هو أن عملية حصاد الشاي هنا تحصل في وقت مبكر من الصباح. لذلك، عليكم الاستيقاظ مبكرًا قبل الفجر،  لتشاهدوا عملية قطف أوراق الشاي.

يمكنكم زيارة مزرعة بريادارشيني للشاي والإقامة فيها. يحتوي هذا الموقع الذي تديره حكومة الولاية، على منزل قديم تم تجديده وإقامة أعمدة جديدة لها مثلما حصل بالنسبة لأماكن الإقامة في مزرعة وياناد. وأفضل وقت لزيارة المنطقة: أغسطس- مايو.

(تعبر الآراء التي تتضمنها المقالة عن وجهات نظر كتابها، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع “إنديا ناريتيف”. وهذه المقالة مأخوذة من مجلة “آفاق الهند” الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية)

اقرأ أيضًا: رحلة الأنهار الشهيرة في الهند: نهر الغانج